ليست الطائف بحساسية وضخامة قواعد شرقاً و شمالاً و جنوباً. لكن الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع تعمّد أن تكون أولى زياراته للقواعد العسكرية، كونَها تمثل انطلاقة تأسيس (الجيش العربي السعودي) الذي أصبح (القوات المسلحة) بأفرعِها الأربعة، ثم اتسعت الدائرة فتأسس بعده (الحرس الوطني) وغيره من المؤسسات العسكرية ذات المهام المحددة. أراد تأكيد متابعته للمؤسسات العسكرية المختلفة منذ انطلاقتها بالطائف. و لا غرابة في ذلك. فانضمامه لمجلس الوزراء منذ أقل من ثلاثة شهور مع أنه ظلّ العِقدين الماضيين أقوى نفوذاً وأهميةً من كل الوزراء. وظيفته اليوم (وزير) مُسمّى، لكنه كان مشاركاً فعالاً..متابعةً وتخطيطاً وحتى أسماءًً. (سلمان) أحد القادة الأفذاذ البارزين. جَمَع (الحُكْمَ) كابنِ مؤسس و(الحكومةَ) كمسؤولِ قيادة وبناء. فظلّ ركناً أساسياً لاستقرار (منظومةِ الحُكْم) ورقماً جوهرياً في (انضباط العمل) الذي يُسيّره يومياً بالدقيقة منذ السابعة صباحاً لأكثر من نصف قرن. عاش (عسكرياً) في انضباطه و حزمِه و تخطيطِه ومسؤولياتِه، حتى إن البعضَ يراه الآن فقط التحق بالبيئةِ العمليةِ التي تلائم أسلوبَه أكثر من الأداء المدني. و المُلفتُ في تفقّدِه قواعد الطائف أنها ما زالت تعلّق صور الفقيد الأمير سلطان رحمه الله. لَفْتَةٌ (منه) لا (منها). يؤكد بها معاني (الوفاء) و(نكران الذات) و(سمو عن الشكليات)..منهجٌ في القيادة. Twitter:@mmshibani