دعونا نتبصّر وثيقة شيخ الأزهر حول المخاض الشعبي العربي..تتحدث عن (شرعية السلطة) و(حركات المعارضة الشعبية) و(حق الاحتجاج السلمي) و (الانتخابات) و(سبل مقاومة الظلم و الاستبداد) و(نواقض ميثاق الحكم) و(إرادة الشعوب) و(تغيير الأنظمة) و(واجبات الجيوش المنظمة) وما أسمته (قوى الثورة والتجديد والاصلاح) و(الثوار والمجددين والمصلحين) و(المبادئ الإسلامية المعبرة عن الوعي الحضاري) و(مناصرة شعوب مصر وتونس وليبيا) و(دعوة المسلمين تأمين النجاح بسوريا واليمن) و(مناشدة الانظمة الإصلاح طوعاً، فصحوةُ الشعوب قادمة) وتحذير (جاهلي الدين ومشوِهي الاسلام من عبثٍ لا طائل منه). أهمية الوثيقة صدورها عن منارة رائدة (الأزهر). لا أدري كيف أوجزَتْ آراءً بكل تلك المحاور الشائكة المتداخلة المتشعبة. و لم أفهم أي قراءةٍ نقرؤها.؟..شرعية..فقهية..سياسية..عسكرية..اجتماعية..انتخابية..إلخ. لأنها أخذت من كل بابٍ لوناً. هل أحس (الأزهر) بتغييبه عقوداً، فانتفض ليُدليَ في كل شأنٍ برأي؟ و هل له (الوصايةُ) على (تكييف) مشروعية السلطة وفق مخاضات طارئةٍ أو دائمة؟ وأين كان أيام (مبارك)؟ وإذا كانت (المرجعية) دينيةً، فلِمَ يُغَلّبُ رأياً على آراء علماء آخرين استمدوها من منهله (الكتاب والسنة)؟ وما أثر ذلك على الشعوب الأخرى؟ وماذا يحلّ بالأمة لو خالفتْه مؤسسات دينية أخرى؟ أخشى دخولنا عصر فِتَنٍ تجعل الحليم حيراناً. Twitter: mmshibani