اذا استثنينا المِئينَ الأُول من سنوات الدعوة و قِلّةٍ من الفاتحين، لا أعرف في التاريخ فرداً دخل الاسلامَ على يديه أكثرُ من سبعة ملايين. انه الدكتور عبد الرحمن السميط. طبيب كويتي درس ببريطانيا و كندا. وَهَبَ حياتَه للدعوة و مساعدة الضعفاء. أمضى 25 عاماً بافريقيا تعرض فيها للاغتيال و الوحوش و الأمراض و السجون. فما زادتْه الا عزماً. اختَطَّ حديث (لَأنْ يهديَ الله بكَ رجلاً خيرٌ لكَ من حمرِ النعم). فهدى به سبعةَ ملايين. انفرد منهجُه عمّن سواه من الدعاة بثلاثة أسس :(القُدوة..فامتاز بقدرٍ نادرٍ من نُكران الذاتِ و التّعفُّف) و (اللين..فما كان فظّاً و لا متعالياً) و (التفاني..لم يستسلم للمصاعب بل ثابر حتى آخر رمَق). لا غَرْوَ أن يكون أعجوبةَ زمانه. فهي مناهجُ و مناقبُ يستعصي جَمعُها على الدعاة و العلماء، و مآثر يَستَنْكِفُها الأغنياء و الوجهاء. فالجنةُ مَهْرُها غالٍ، و الدنيا مَنالُها زهيد. و الكلُّ ضَحّى بالغالي لاجتذابِ الزهيد. وحدَهُ (السميط)، و أمثالُه، عرف (الحقيقةَ) و استعان اللهَ عليها بالصدق مع النفس قولاً و عملاً. كَرّمَتْه مؤسساتٌ متخصصة. لكن يفترض أن تُكرم اسمَه كلُّ دولةٍ اسلامية، لا الكويت وحدها. و يكرمه الناس بدعاء المولى أن يرفع درجاته و يجزيه خير الجزاء فقد رفَع (فَرضَ عيْنٍ) على المسلمين، و هو (الدعوة). فلما قام به تحول الى (فَرضِ كفاية)..كَفاهُم (السميط) مَؤونَتَه و حسابه. بِمِثلِ هذا فَلْيعمل العاملون. Twitter: @mmshibani