حاسب نفسك قبل حساب الآخرين، وابدأ بالنقد الذاتي لكي تكون صادقاً في نقدك للآخرين. انتقد كما يحلو لك في حدود الأخلاق والأدب، ولكن تجنب التجريح والسباب والهمز واللمز والغيبة والنميمة وأكل لحم أخيك الميت. فالسباب والتجريح للناس دليل على التجويف الفكري والتسطيح وهروب من المواجهة مع من تنتقد. اعتمد في نقدك على الحقائق المثبتة والمحسوسة والملموسة لكي يصدقك الناس، وابتعد عن تدعيم رأيك بالإشاعات غير المثبتة. اعتمد في نقدك أسلوباً علمياً واقعياً وابتعد عن الخيال الأدبي والعلمي في النقد. فلو حرص كل فرد منا على تقييم نفسه أولاً بميزان الحق والعدل والمصارحة مع النفس لكان له الحق في تقييم الآخرين وتوجيه النقد لهم. واحرص عزيزي المواطن على عدم نقد الناس العاملين وأنت قاعد غير عامل، فمن يعمل يخطيء، والخطأ من طبيعة البشر غير المنزهين، ومن لا يعمل فقد ارتكب خطيئة بدون أن يخطيء لأنه كالجماد لا يحرك ساكناً ولا تحركه العواصف مهما اشتدت وعتت، فهو أصم وأبكم متبلد العواطف والأحاسيس. لذلك من يعمل أفضل بكثير ممن لا يعمل فشهادة غير العامل بالعامل مجروحة وغير مقنعة. لقد فرض الله علينا خمس صلوات في اليوم لنقوم بالتفتيش على أنفسنا خمس مرات باليوم ونقيم أعمالنا وأقوالنا خمس مرات باليوم. لذلك فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. والصلاة علاوة على أنها رياضة مفيدة للجسم والمفاصل والدماغ والدورة الدموية فهي ناقوس يُدق خمس مرات باليوم لتشغيل آلية الرقابة والتفتيش والمراجعة الداخلية والمحاسبة على النفس لتقويم الإعوجاج. والبعد عن ارتكاب الفحشاء ومعاقرة المنكرات.