أن إسداء النصح للآخرين من أجمل أخلاقيات الإسلام التي بها يعم النفع على الجميع؛ فالناصح موعود بالأجر والمنصوح يرشد حينها لمصلحته فيتحقق له أيضا أجر الرجوع إلى الحق. يقول الله تعالى: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} سورة الإسراء: 53. ففي هذه الآية الكريمة توجيه رباني إلى أن يتخلق الإنسان بالتي هي أحسن ليحقق مراده وليتجنب مصارع الأمور ومن هنا كان للنصيحة آداب وشروط منها للناصح ومنها للمنصوح.. آداب للناصح: مبدأ: أخلص نيتك لله وكن صادقا في مبتغى نصحك. 1. الابتداء بذكر المحاسن أولا (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) الأعراف:85، ويقول سبحانه وتعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [ _النحل: 125]. 2. ركز النقد على السلوك لا على ذات الإنسان لكي لا يندفع الآخر في حالة الهجوم. 3. ركز نقدك على إيجاد الحلول لا على المشكلة. 4. حافظ على احترام الشخص لذاته وأبدي تقديرك له. 5. اجعل الشخص الآخر يشارك في عملية النقد. 6. بصدق اذكر المزايا ولا تعقبها بكلمة لكن! 7. تخير الوقت المناسب لإسداء النصيحة. 8. تجنب النصيحة أثنا تواجد آخرين وكن لطيفا وحكيما وتذكر قول الإمام الشافعي: إذا ألحت لك حاجة في نفسك للنصيحة حيث يقول: تَغَمَّدَني بنُصْحِكَ في انفِرادِي وجَنِّبْنِي النصيحةَ فِي الجَمَاعةْ فإنَّ النُّصْحَ بَيْن الناسِ نوعٌ من التَّوْبيخ لا أَرْضَى استِمَاعَه 9. لا تنصح من فوقية وعلو وكأنك لم تخطئ في حياتك. 10. لا تنصح على شرط القبول منك وكأنك تفرض رأيك. 11. دعه يبرز وجهة نظره وساعده في ذلك. 12. ليكن لك نظرة وفهم لشخصية الشخص: هل هو حساس، متقبل وهذا مفتاح مهم في الشخص الناصح ومن ثم قدم نصيحتك بما يتناسب. وللمنصوح آداب: 1- أن يتقبل النصيحة بسعة صدر، ودون كدر أو تكبر، وقد قيل: تقبل النصيحة بأي وجه، وأدِّها على أحسن وجه. 2- عدم الإصرار على الرأي إذا ظهر خطؤه: فالرجوع إلى الحق فضيلة وجالب للمودة يقول في ذلك الله سبحانه وتعالى: : {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد} [البقرة: 206]. 3- أخذ النصح ممن يظهر صدقه وحكمته وتجنب نصح الجاهل والثرثار. 4- تقديم الشكر للناصح والدعاء بأن يثيبه الله على قدر نيته فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله. وقفة مع أفعال الحكماء: يُحكى أن الحسن والحسين مرَّا على شيخ يتوضأ ولا يحسن الوضوء. فاتفقا على أن ينصحا الرجل ويعلماه كيف يتوضأ، ووقفا بجواره، وقالا له: يا عم، انظر أَيُّنا حسن وضوءًا. ثم توضأ كل منهما فإذا بالرجل يرى أنهما يحسنان الوضوء، فعلم أنه هو الذي لا يحسنه، فشكرهما على ما قدماه له من نُصح دون تجريح.