✒ استوقفتني هذه المقولة كثيراً ورجعت إلى ذاكرتي أبحث فيها عن شخصيات تعاملت معها تنطبق عليهم هذه المقولة حتى اكتشف سر هذا الجمال .. لكن الحقيقة لم أجد شخصية واحدة مميزة بالكلام الجميل اللطيف ... لذا بدأت أسأل نفسي هل الأغلب يعاني من الفقر اللساني والجفاف العاطفي في جانب التعبير والتحفيز الإيجابي والكلام اللطيف الجميل؟ رغم أن ديننا يحث على جميل العبارة ولطافة الكلمة وجعل فيها صدقة وآجر لمن يجعلها منهج له في تعامله مع الآخرين .. فالكلمة الطيبة كلنا نعرف أنها مفتاح للقلوب وتريح النفوس وتؤلف بينها وأحيانا تملك العقول الأخرين ومشاعرهم والكل يحتاجها ولا يستغنى عنها .. فالكلام الجميل الذي يتميز باللطافة والمحبة يصل إلى القلوب بدون وساطة أو استئذان .. هل تعلمون أحبتي أن الكلام الجميل يزيد من هرمون السعادة لدى الآخرين , يرفع مستوى الثقة بالنفس , يعزز نشاط العقلي والروحي ، يعطي دافع قوي للتفاؤل، حب الحياة ، انشراح لنفس حتى لو كان المتلقي أو المستمع أو القارئ متضايق أو حزين لأمر حدث معه فهذا الكلام يكون بمثابة الاحتضان له .. هل تعلمون أيها الأزواج أن الكلام الجميل بينكم يساعد و يزيد الألفة والمحبة والاحتواء وتقارب النفسي والروحي والجسدي .. هل تعلمون أيها الآباء والأمهات أن الكلام الجميل بينكم وبين أبنائكم يزيد ثقتهم بأنفسهم ويبني فيهم تحمل المسؤولية ويعطيهم إحساس بالأمان والطمأنينة ويعمل على التوازن النفسي لهم .. هل تعلمون ايها المعلمين والمعلمات أن الكلام الجميل الذي يتلقاه الطلاب منكم يجعلهم يبذلون أقصى ما لديهم حتى ينالوا محبتكم وهذا الأمر يزرع فيهم المحبة , تحمل المسؤولية ,التفاني ,الثقة بالنفس والطموح .. دعوني اطلعكم على الأثار النفسية والجسدية للكلام الجميل: يقول الدكتور عبد الله الرعود الاستشاري العلاج النفسي: " إن للكلمة الطيبة آثار نفسية وجسدية على الإنسان فهي تعمل على زيادة إفراز هرمونات السعادة والاستقرار النفسي , التركيز بدرجة أكبر حتى يصبح الفرد قادر على اتخاذ القرار والتواصل مع الآخرين بطريقة سوية ، فنجد أحيانا أن الشخص المتوتر القلق الذي تلقى كلمات فيها غلاظة وقساوة تدفعه إلى التوتر فيضطرب التنفس لديه ويشعر بعدها باضطرابات جسدية مثل ازدياد ضربات القلب والأمعاء والقولون وشعور بعدم الاتزان والدوخة وبالتالي تؤدي إلى سلوك غير سوي مثل العصبية والتهجم على الآخرين " لذا أضيئوا أرواح الأخرين بطيب الكلام الجميل العذب وكونوا أثناء التحدث معهم منطلقي الوجه، بشوشين الملامح كما كان سيد الخلق صل الله عليه وسلم يفعل مع أصحابه كان سهلا وعذب اللسان بجميل الأقوال. الأمر بسيط لا يكلف جهدا ولا مالا بعكس فيه إدخال سرور و سعادة على روح المتلقي أو المستمع أو القارئ أيضا فأثره عظيم بالنفس لا يُنسى أبدا , ولا ننسى الأجر العظيم الذي يكتبه الله لنا من خلال التحدث بالكلام الجميل مع الأخرين. فالكلام الجميل يشفى الأرواح المتعبة ويعين على مواجه الحياة ومصاعبها ويرطب الأكباد التي يبست من كثرة الجفاء. لذا جميل منا أن نكون ذوات ألسنة رطبة وعذبة بأجمل العبارات وألطفها فلا نعلم آيا منها يكون سببا لدخولنا الجنة. لذا صادق من قال العبارة التي جعلتها عنوان لمقالي فعلا " نصف جمال الإنسان في لسانه " لكن للأسف بعضنا يفتقر لهذا الجمال وعليه أن يعيد تطوير ذاته ويبرمجها على هذا الجمال حتى يكتسبه مع الوقت ويرطب لسانه حتى يعود إليه من خلال تفاعل وتأثر الأخرين به، فكل ما نقدمه في الحياة يعود إلينا كما قدمناه كالكلام الجميل العذب.