فيما تتواصل الاحتجاجات المناهضة للناتو في مختلف أنحاء أفغانستان لليوم الثالث على التوالي، بعث الرئيس الأمريكي باراك أوباما برسالة إلى نظيره الأفغاني، يعتذر فيها عن حادثة حرق نسخ من المصحف في إحدى القواعد الأمريكية في أفغانستان، حسب ما صرح البيت الأبيض اليوم الخميس. ووصف أوباما -بحسب الرسالة التي كشف عنها مكتب كرزاي- حادثة حرق نسخ من المصحف ومواد إسلامية أخرى في قاعدة "باغرام" الجوية، بأنها "خطأ غير مقصود"، وقال: "سوف نتخذ الإجراءات الملائمة لتجنب تكرارها، بما في ذلك توقيف المسؤولين عن ذلك". ومن جانبه قال كرزاي إن ضابطا أمريكيا هو المسؤول عن حرق نسخ من المصحف، مؤكدا أن الأمر تم "بسبب الجهل". في غضون ذلك، سقط قتيلان على الأقل من عناصر حلف شمال الأطلسي اليوم، بعدما أطلق "أحد الأشخاص يرتدي زي الجيش الأفغاني" النار عليهما، بحسب ما ذكرت قوات المساعدة الدولية لإقرار الأمن في أفغانستان "إيساف"، التابعة لحلف الناتو. ومن ناحيته دان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي في وقت سابق اليوم، حادثة حرق نسخ من المصحف في قاعدة باغرام الأمريكيةبأفغانستان، واصفاً الحادث بأنه "عملية تحريض مؤسفة". ودعا أوغلي السلطات المعنية لاتخاذ إجراءات تأديبية عاجلة ومناسبة ضد المسؤولين عن ذلك، قائلاً إن "هذا التصرف يتعارض مع الجهود المشتركة بين المنظمة والمجتمع الدولي، بما في ذلك حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية، لمكافحة التعصب والتحريض على الكراهية على أساس الدين والمعتقد". وكانت قوات الأمن الأفغانية قد أطلقت النار على محتجين في ولاية "باروان"، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة عشرة آخرين، في مصادمات عنيفة لليوم الثاني، احتجاجاً على حرق المصاحف. وكان المئات من الأفغان قد تجمعوا خارج قاعدة باغرام الثلاثاء، احتجاجاً على معلومات نشرتها تقارير أشارت إلى إحراق القوات الدولية لنسخة من المصحف. وهتف المحتجون "الموت لأمريكا" و"عاش الإسلام"، بينما حلقت فوقهم مروحيات تابعة للقوات الدولية". وأقر الجنرال جون آلان، قائد قوات المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان "إيساف" بأن عملية إحراق المصاحف في قاعدة باغرام الجوية التي جاءت على خلفية التخلص من مخلفات مركز الاعتقال الموجود فيها "كان غلطة"، وذلك في مسعى منه لامتصاص حالة الغضب التي سادت البلاد، وتمثلت في مظاهرات خرجت بعدة مناطق. وأكد آلان أن قضية حرق المصاحف "لا تمثل الهوية الحقيقة" لقواته، التي لا تزال تعاني من تبعات قضية الفيديو الذي يظهر قيام عدد من جنود الجيش الأمريكي بالتبول على جثث لمقاتلين أفغان. من جانبهم، أعلن قادة في القوات الدولية وجود "مواد دينية إسلامية، بما فيها نسخ من المصحف" ضمن مواد جرى التخلص منها بشكل غير صحيح في القاعدة، ولكنها لم تؤكد ما إذا كانت النسخ قد أحرقت بالفعل. وقال العقيد غاري كولب: "نعتقد أن نسبة ضئيلة من تلك المواد قد جرى التخلص منها، ولا أظن أن هناك مواد تعرضت للحرق؛ لأننا تمكننا من استعادة معظمها". وكانت القضية قد طفت على السطح بعد أن عثر عمال في القاعدة، وهم من الأفغان، على المواد الدينية ضمن الأغراض المخصصة للإحراق، وقاموا بإخطار المسؤولين بوجودها، وقد قال الجنرال آلان آنذاك إنه "أوقف العملية على الفور بعد أن علم بها"، مؤكداً أن المواد الدينية استعيدت وسُلمت إلى السلطات الدينية المعنية".