سيطر مسلحون على ناحيتي الصينية وسليمان بيك في محافظة صلاح الدين العراقية وفقًا لمصدر عسكري، في وقت بدأ الجيش العراقي بالانسحاب من محيط مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار. كما فرض المسلحون الذين قالت الحكومة إنهم ينتمون إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام- داعش" سيطرتهم على مناطق في محافظة كركوك، بالإضافة إلى محافظة نينوى التي سقطت بأكملها في أيديهم صباح الثلاثاء. وذكر مصدر أن معارك شرسة تدور في ناحية رشاد جنوب غربي كركوك بين الشرطةومسلحين، مشيراً إلى أن الجيش العراقي في تلك المناطق غير قادر على قتال المسلحين. وأكدت المصادر أن أعدادا كبيرة من الشاحنات محملة بالمعدات العسكرية والآليات خرجت من معسكري طارق والمزرعة بمحيط الفلوجة متجهة إلى بغداد. وأعلنت الحكومة العراقية، حالة النفير العام، والتعبئة القصوى في البلاد، وبدأ الجيش العراقي، شن غارات على مدينة الموصل، التي سيطر عليها المسلحون. وأعربت أمريكا والأمم المتحدة عن قلقهما البالغ إزاء الوضع الأمني بمدينة الموصل شمال العراق، فقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "قلقه العميق" إزاء الوضع الأمني المتردي في الموصل، ودعا الساسة العراقيين إلى "إظهار الوحدة في مواجهة هذه التهديدات". وفي الوقت نفسه طالب بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين المتضررين من هذه التطورات، مشيراً إلى أن المنظمة الدولية وبعثتها في العراق مستعدة للمساعدة في هذه الجهود. من جانبها اعتبرت الولاياتالمتحدة أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يهددون منطقة الشرق الأوسط بكاملها، معربة عن "قلق أمريكي بالغ" بشأن الوضع "الخطير جدًا". وندد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست بمسلحي تنظيم الدولة "بأقسى العبارات"، ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وغيره من المسؤولين إلى بذل مزيد من الجهود لمعالجة "القضايا العالقة وضمان الحكم بما فيه مصلحة جميع العراقيين". وبدورها أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنها تراقب عن كثب التطورات على الأرض، لكنها تستبعد أي عمل عسكري لها، وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي "نحن على اتصال بالمسؤولين العراقيين، ولكن في نهاية المطاف على الحكومة والقوات العراقية أن تواجها هذا الوضع". وفي وقت سابق أمس الثلاثاء أكد رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي "سقوط" محافظة نينوى "بشكل كامل بيد مسلحين"، وذلك بعد هروب مفاجئ للقوات الأمنية أدى إلى سقوط كل مواقع القيادة ومخازن الأسلحة وكذلك مطار الموصل والسجون. ودعا النجيفي في مؤتمر صحفي كل القوى السياسية إلى صد هذه "الهجمة الإرهابية، وبذل كل ما يتطلب، والاستعانة بالمجتمع الدولي" للحد من المخاطر التي ستنجم عن تقدم المسلحين. أما محافظ نينوى أثيل النجيفي فاعتبر أن انهيار قوات الأمن والجيش "السريع في مدينة الموصل يوحي بتقصير مقصود". وذكر النجيفي أن معظم المسلحين ينضوون تحت راية تنظيم الدولة، وأشار إلى أن تأثيرهم لن يقتصر فقط على الموصل بل سيكون على كل المنطقة، داعيا إقليم كردستان العراق للتدخل بعد هذه التطورات الميدانية.