الموصل - اربيل (كردستان) - بغداد - نصير النقيب - واشنطن - وكالات: سقطت محافظة نينوى الواقعة في شمال العراق عند حدود إقليم كردستان والمحاذية لسوريا خلال ساعات بأيدي مجموعات جهادية متمردة، أمس الثلاثاء، في حدث استثنائي مفاجئ يهدد بكارثة أمنية كبرى وبفتح ممر جديد لتنظيمات متطرفة تنشط عند الحدود العراقية السورية. وأعلن رئيس البرلمان أسامة النجيفي في مؤتمر صحافي في بغداد أن (كل محافظة نينوى سقطت بأيدي المسلحين)، وذلك بعد ساعات قليلة من تأكيد مصادر أمنية خروج مدينة الموصل (350كلم شمال بغداد) عاصمة نينوى وثاني أكبر مدن العراق عن سلطة الدولة. وسرعان ما انسحبت سيطرة هؤلاء المقاتلين الجهاديين الذين ينتمون في معظمهم إلى ما يسمى (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) «داعش» أقوى المجموعات الجهادية المقاتلة في العراق وسوريا على مناطق مجاورة لنينوى في محافظتي صلاح الدين وكركوك. وقد أكدت مصادر عسكرية أمنية ومحلية لوكالة فرانس برس سيطرة التنظيم على ناحيتي سليمان بيك والصينية في صلاح الدين وعلى قضاء الحويجية ونواحي الرشاد والرياض والزاب والعباسي وينكجا في محافظة كركوك. وفي ضوء هذا التدهور الأمني دعت الحكومة العراقية البرلمان الذي سيعقد جلسة طارئة غداً الخميس إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد وأكدت وضع قواتها في حالة التأهب القصوى، كما تعهدت تسليح كل مواطن يتطوع لقتال (الإرهاب)، معلنة التعبئة العامة ومشيرة إلى قرار بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وخططها. وقد طالب رئيس الوزراء نوري المالكي الذي تلا بيان الحكومة بحشد كل الطاقات الوطنية من أجل إنهاء تنظيم داعش في محافظة نينوى والمحافظات الأخرى)، وذلك في إلى تنظيم (داعش). وفي التفاصيل الأمنية قال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية لفرانس برس أن مجموعات من المسلحين سيطرت أولاً على مبنى المحافظة في الموصل وعلى القنوات الفضائية وبثوا عبر مكبرات الصوت أنهم جاؤوا لتحرير الموصل وأنهم سيقاتلون فقط من يقاتلهم. وأضاف أن أفراد الجيش والشرطة نزعوا ملابسهم العسكرية والأمنية وأصبحت مراكز الجيش الشرطة في المدينة فارغة فيما قام المسلحون بإطلاق سراح سجناء من السجون في المدينة. وكشف مصدر مطلع في الموصل عن استيلاء تنظيم داعش على أكبر مخازن السلاح التابعة للجيش العراقي في شمال البلاد. وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه في تصريحات لوكالة باسنيوز الكردية إن أكبر معسكرات الجيش العراقي الذي يدعى الغزلاني ويقع بضواحي مدينة الموصل وتضم أكبر مخازن للجيش العراقي في شمال البلاد سقطت بالكامل بيد عناصر داعش. وأوضح أن المخازن تضم كميات ضخمة من الأسلحة والعتاد التي اعتاد الجيش على تجهيز آلاف الجنود المتمركزين في المحافظة بها. وشهدت مدينة نينوى حركة نزوح وفرار للعوائل وأعلن محافظ أربيل نوزاد هادي أن إقليم كردستان الشمالي بصدد فتح مخيم للاجئين الفارين من نينوى. واعتبرت الولاياتالمتحدة أن مقاتلي (داعش) يهددون كامل منطقة الشرق الأوسط، معربة عن قلق بالغ بشأن الوضع (الخطير جداً). بدورها أكدت جنيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن واشنطن تؤيد رداً قوياً لصد هذا العدوان. بدوره أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ إثر سيطرة داعش على الموصل داعيا المسؤولين العراقيين إلى التوحد بحسب ما أعلن المتحدث باسمه.