- التنظيم يتمدد وسط تحرك أمريكي ونُذُر حرب طائفية تلوح في الأفق. - مقتدى الصدر يُعيد جيش المهدي "سيئ السمعة"، والسيستاني يدعم الجيش العراقي. - بريت ماكيرغ يصل الأربعاء إلى بغداد لبحث الأوضاع الطارئة. - السفير الأمريكي يَعِدُ بتدخل لم يحدد نوعه، والبيت الأبيض يدعو "المالكي" للمزيد من الانفتاح على بقية الأطراف. - "CNN": فرار القوات العراقية وسقوط الموصل يبعث بالتساؤلات حول قدرة "المالكي" على حماية العراق.
بندر الدوشي- سبق- واشنطن: تسارعت الأحداث بشكل غير متوقع في العراق، وتمدد تنظيم داعش الإرهابي بشكل سريع، وسقطت المدن والأرياف العراقية الواحدة تلو الأخرى، وبات "داعش" على مشارف بغداد؛ حيث سقطت مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق، وقضاء الحويجة، وبلدة العوجة مسقط رأس الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، ومناطق داخل "صلاح الدين"، وأجزاء من كركوك، وانسحبت قوات المالكي من مشارف الفلوجة، وفُتِحت السجون وسط انهيار تامّ للدولة العراقية، مع فرار قوات الجيش والأمن العراقي، ونزوح ألوف من العائلات إلى كردستان العراق ذات الأغلبية الكردية.
وفَرّت قيادات الجيش العراقي من الموصل إلى كردستان؛ حيث وصل قائد العمليات المشتركة الفريق عبود قنبر وقائد القوات البرية الفريق علي غيدان وقائد عمليات نينوى الفريق مهدي الغزاوي. وسط تساؤلات واتهامات متبادلة بين الأطراف العراقية حول هذا السقوط والانسحاب المفاجئ للقوات العراقية.
هروب الجيش من جهته هاجم أثيل النجيفي -محافط "نينوى"- بشكل حادّ الجيش العراقي قائلاً: "نحن نتحدث عن مجموعة غير مدربة وليس لديها قضية يدافعون عنها"؛ فيما قال أسامة النجيفي، رئيس البرلمان العراقي المنتهية ولايته: "إن قيادات الجيش العراقي فرت من القتال وتركت الأسلحة والعتاد لداعش".
وفي نفس السياق هاجمت قيادات كردية نوري المالكي؛ حيث اتهم رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجرفان برزاني، الحكومةَ العراقيةَ بالفشل، وأضاف أن السبب في سقوط الموصل هو فشل إدارة الملف الأمني؛ من جهته حَمّل محافظ أربيل نوزاد هادي حكومة المالكي مسؤلية سقوط محافظة نينوى ثاني أكبر المحافظاتالعراقية.
ولوّح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، المنتهية ولايته، بعقوبات شديدة لكل جندي يفر من المواجهات العسكرية؛ في إجراء يهدف إلى الحد من هروب الجيش الجماعي من المواجهات مع "داعش"، وكان قد دعى -في وقت سابق- البرلمان لإقرار حالة الطوارئ في البلاد؛ مطالباً بتسليح المواطنين العراقيين لمواجهة المجاميع الإرهابية بحسب وصفه.
كتائب "المهدي" تعود من ناحية أخرى أشعل سقوط محافظة نينوى النزعة الطائفية في العراق؛ حيث علّق مقتدى الصدر والمعتزل للحياة السياسة تجميد جيش المهدي سيئ السمعة؛ حيث دعا كتائب جيش المهدي لحمل السلاح والوقوف بجانب غريمه نوري المالكي لمقاتلة داعش، وعبّر المرجع الديني علي السيستاني -في بيان- دعْمَهُ للقوات الحكومية في مواجهة الإرهاب؛ داعياً قوات الجيش العراقي للثبات والصبر وحماية أرواح الناس.
الموقف الأمريكي وساد القلق والارتباك الموقف الأمريكي بعد الأنباء المؤكدة عن سقوط محافظة نينوى؛ حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست: "إنه لا يعتقد أن ما يحدث في العراق حرب أهلية؛ مضيفاً: "ندعو نوري المالكي إلى القيام بمزيد من الانفتاح على بقية الأطراف السياسية وحل القضايا العالقة"، واصفاً الأوضاع في العراق ب"الخطيرة".
من جهتها قالت جين ساكي -المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية- في بيان: "تشعر الولاياتالمتحدة بقلق شديد إزاء الأحداث التي وقعت في الموصل خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية؛ حيث سيطرت عناصر من جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام على أجزاء كبيرة من المدينة. الوضع لا يزال خطيراً جداً".
وأضافت "ساكي" أن كبار المسؤولين الأمريكيين يؤيدون رداً قوياً ومنسقاً لصدّ هذا العدوان، وستقدم الولاياتالمتحدة كل المساعدة الملائمة لحكومة العراق بموجب اتفاقية إطار العمل الاستراتيجي بين البلدين؛ للمساعدة في ضمان نجاح تلك الجهود.
وفي نفس السياق وعد السفير الأمريكي في اتصال مع أسامة النجيفي -رئيس البرلمان العراقي- بأن يكون للولايات المتحدة دور؛ لكنه لم يُفصح عن نوعية التحرك الأمريكي في هذه الأزمة.
وفي نفس السياق، ذكرت مصادر إعلامية عن تحرك الموفد الأمريكي إلى العراق بريت ماكيرغ؛ حيث يصل الأربعاء لإجراء مشاورات في بغداد بشأن أزمة الموصل والمناطق السنية في العراق.
حكومة غير مُجَهّزة من جهتها قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية في تغطيتها للأحداث المتسارعة في العراق: "إن فرار قوات الجيش من الموصل يبعث بالتسائل بشكل جدّي حول قدرة الجيش العراقي على حماية الموصل فحسب؛ بل حول قدرته على حماية كل البلاد".
من جهته قال نك روبرتسون للشبكة الأمريكية في تعليقه على الأحداث في العراق: "إن سقوط الموصل يبعث برسالة أن حكومة المالكي ذات الأغلبية الشيعية غير مجهزة للتعامل مع تنظيم داعش المتطرف، وأضاف سقوط الموصل -وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 1.6 مليون نسمة، ستكون ضربة للحكومة المركزية التي تكافح بالفعل لاحتواء التمرد في محافظة الأنبار المركزية"؛ في إشارة إلى عدم قدرة المالكي على حسم الأمور في الأنبار منذ عام.