فرض المال سطوته على تعاقدات الأندية السعودية للموسم الجديد في كرة القدم إذ تمكنت أندية القمة "الهلال والاتحاد والنصر والشباب والأهلي" والتي تحظى بعقود الرعاية الإعلانية ودعم أعضاء الشرف من المسؤولين ورجال الأعمال من جلب محترفين أجانب، فضلا عن إبرام صفقات محلية كبرى. وشهدت فترة الانتقالات الصيفية محاولات خجولة من باقي الأندية المحرومة من الرعاية الإعلانية لضعف شعبيتها والتي تعاني قلة الدعم ما يوقعها في مشاكل مالية. وتستعد الفرق لانطلاق الدوري السعودي لموسم 2011-2012 بعد غد الجمعة. الهلال بطل الدوري استبدل جميع محترفيه الأجانب وأبرزهم السويدي كريستيان ويلهلمسون والروماني ميريل رادوي. تعاقد الهلال مع المغربي عادل هرماش لأربعة مواسم ليدعم مركز محور الارتكاز. وكان هرماش قد لفت أنظار مدرب الهلال السابق البلجيكي إريك غيريتس لتألقه مع المنتخب المغربي فأوصى إدارة الهلال بالتعاقد معه بديلا للروماني ميريل رادوي. كما تعاقد الهلال مع المغربي يوسف العربي (24 عاما) لأربعة مواسم آتياً من كان الفرنسي. صرف الهلال ما يقارب 21 مليون يورو، منها سبعة ملايين لانتقال هرماش، ومثلها للتعاقد مع العربي، قبل التوقيع مع المهاجم الكوري الجنوبي بيونغ سو مقابل 2.7 مليون يورو، والكاميروني أكيل ايمانا مقابل 4.7 ملايين. وتعاقد الهلال أيضا مع المدرب الألماني توماس دول مقابل 4.4 مليون يورو لموسمين. وفي مفاجأة لجمهور "الزعيم"، أعارت إدارة الهلال المهاجم الدولي ياسر القحطاني إلى العين الإماراتي لمدة موسم مقابل 2.5 مليون يورو على رغم الشعبية الجارفة له في صفوف بطل السعودية. أما إتحاد جدة وصيف بطل الدوري فتأخر في إعلان صفقاته باستثناء ضم البرازيلي ويندل جيرالدو (29 عاما) من بوردو الفرنسي والكويتي المتألق فهد العنزي من كاظمة. ويؤكد رئيس النادي محمد الجهني أن "السبب وراء التريث في التعاقد مع اللاعبين الأجانب هو الحرص على استقطاب نجوم يمثلون إضافة للفريق ويلبون متطلبات طريقة اللعب التي سينتهجها المدرب في المرحلة المقبلة". من جهته، أنفق الشباب 14.5 مليون يورو، منها أربعة ملايين مقابل التوقيع مع المدرب البلجيكي ميشال برودوم لموسمين، وثلاثة لضم البرازيلي فرناندو منيغازو مقابل لموسمين، والأوزبكي سيرفر جباروف لثلاثة مواسم مقابل ستة ملايين يورو، وأخيرا التعاقد مع الغيني إبراهيما ياتارا مقابل 1.5 مليون يورو لموسم واحد. كما أنفق النصر قرابة ال12 مليون يورو لإتمام تعاقداته، أربعة منها لضم المدافع الجزائري عنتر يحيى لثلاثة مواسم، ومثلها للأرجنتيني خوان مارسير (31 عاما) الاتي من أرجنتينيوس جونيورز، قبل أن يدفع مليونين لموسم واحد للمدرب الأرجنتيني غوستافو كوستاس, وأخيراً 1.6 مليون يورو للكولمبي خوان بينو لموسم واحد. يذكر ان مارسير كان شارك مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم عام 2006 في ألمانيا. وجدد الأهلي عقد مهاجمه العماني عماد الحوسني موسماً واحداً مقابل مليون يورو، إضافة إلى التوقيع مع صانع الألعاب البرازيلي كماتشو لموسم واحد بمليوني يورو، وذهبت أربعة ملايين لصالح الكولومبي خايرو بالومينو لثلاثة مواسم. ويلاحظ غياب النجوم المشاهير عن تعاقدات الأندية السعودية كما كانت الحالي في نهاية الثمانينات إذ اختفت ظاهرة النجم الذي يستقطب الجماهير. ومر على الملاعب السعودية أسماء من العيار الثقيل منهم على سبيل المثال لا الحصر ريفيلينو ونجيب الإمام وبيبيتو ودونادوني وستويشكوف وصلاح الدين بصير وموسى نضاو سيرجيو وبشار عبدالله وجاسم الهويدي ومحمد بركات. ونظرا لما تعانيه أندية الوسط من قلة الدعم المادي، فإن بعضها اضطر للإبقاء على محترفيه الأجانب، فيما تعاقدت بعض الاندية مع لاعبين مغمورين من أجل فقط محاكاة تجارب الأندية الأخرى على رغم أن مستواهم أقل من اللاعبين المحليين. وفضلت خمسة أندية أخرى إلى جانب الاتحاد من بين 14 ناديا في الدوري الاحتفاظ بمدربيها، فأبقى الاتحاد على البلجيكي ديمتري الذي تعاقد معه في نهاية الموس الماضي خلفا للبرتغالي طوني اوليفيرا، والفتح على التونسي فتحي الجبال للموسم الرابع على التوالي، والفيصلي على الكرواتي زلاتكو للموسم الثاني، والتعاون على الروماني فلورين متروك، والرائد على البرتغالي بوريكو غوميز.