رعت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز رئيسة برنامج الأمان الأسري الوطني اليوم، ملتقى "وقاية الأطفال من الاستغلال في مواقع التواصل الاجتماعي"، الذي ينظمه برنامج الأمان الأسري الوطني، بحضور معالي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني الدكتور بندر بن عبد المحسن القناوي، وذلك في جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية بالرياض. وألقت سمو الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز, كلمة خلال الملتقى أوضحت فيها أن هذه الحملة التوعوية العلمية تعد الأولى من نوعها كونها تتطرق لموضوع جديد وهو الاستغلال التجاري للأطفال في وسائل التواصل الاجتماعي وتستعرض ما في ذلك من انتهاك لحقوق الطفل وما تسببه من آثار سلبية على صحته النفسية والاجتماعية، مفيدة أن الجهات المعنية اتخذت عدد من الآليات التي تحد من استغلال الأطفال في هذه المواقع، كما تجاوبت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية مع وسم "أطفال بلا طفولة"، داعية إلى الإبلاغ عن أي استغلال للطفل أو الطفلة بغرض التكسب أو الشهرة من خلال رقم (1919). وقالت سمو رئيسة برنامج الأمان الأسري الوطني: مواكبة من برنامج الأمان الأسري الوطني للجهود المؤسسية المجتمعية واستمرارا لتحقيق رسالته التنويرية تجاه حماية الأطفال من خلال هذه الحملة التوعوية للتعريف بالمخاطر التي يتعرض لها الطفل الذي أقحم في شبكة الانترنت للتكسب والربح المادي دون الاهتمام بالآثار السلبية لمروره بهذه التجربة الكبيرة على استيعابه الذهني وتطوره العاطفي . وأبانت أنه حسب المادة الأولى من نظام حماية الطفل الصادر بالمرسوم الملكي 14/م فإن تعريف الإيذاء أنه كل شكل من أشكال الإساءة للطفل أو استغلاله أو تهديده، ما يعني أن الإساءة يمكن أن تكون مادية أو معنوية أو نفسية، وبذلك فإن من أشكال الإساءة للطفل إقحامه في عالم الشهرة أو التكسب المادي سواء كان من الوالدين أو الأقارب أو غيرهم. من جانبه, أبان المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني الدكتور ماجد بن عبد العزيز العيسى في كلمة له, أن ملتقى حماية الطفل من الاستغلال في مواقع التواصل الاجتماعي ينعقد بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لخطوط مساندة الطفل، ويرافق هذا الملتقى حملة للتوعية في المدن الرئيسية وفي مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن استخدام الانترنت وتحديدا مواقع التواصل الاجتماعي بدا ظاهرا للعيان في استغلال الأطفال واليافعين بل وحتى استدراجهم سواء للانتماء للفكر المتطرف أو الجماعات المنحرفة، أو استغلالهم الجنسي، أو التكسب التجاري. وأفاد أن الملتقى يهدف إلى تسليط الضوء على هذه المشكلة وأبعادها النفسية والاجتماعية والاحصاءات المرتبطة بها، والتعريف بالأنظمة والتشريعات المتعلقة بهذه المشكلة وتوضيح الإجراءات المتبعة عند التبليغ، ورفع مستوى الوعي بها بين مختلف الفئات، وذلك من خلال عرض تجربة خط مساندة الطفل في التعامل مع المشكلة وجلستين حواريتين حول التشريعات والإجراءات النظامية والجهود التوعوية. وعرض الملتقى, ورقة عمل (تجربة خط مساندة الطفل في التعامل مع قضايا الاستغلال التجاري للأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي), قدمتها مدير عام خط مساندة الطفل تهاني المجحد، كما تضمن الملتقى جلسة حوارية بعنوان (الإجراءات النامية والتنفيذية في قضايا استغلال الأطفال في مواقع التواصل الاجتماعي), بمشاركة من مجلس الشورى، والأمن العام، والنيابة العامة، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، إضافة إلى عقد جلسة حوارية بعنوان (الوعي باستغلال الأطفال في مواقع التواصل الاجتماعي), شاركت فيها كلا من وزارة التعليم، ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وهيئة حقوق الإنسان، والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان. واختتم الملتقى, بعدد من التوصيات منها: سن قوانين تجرم استغلال الأطفال بأي شكل من الأشكال، وذلك حفاظا على سلامتهم النفسية والاجتماعية مستقبلا، وتفعيل نظام الحماية من الإيذاء بشكل أكبر من خلال العديد من العقوبات الرادعة لأولياء الأمور، ونشر الوعي خاصة بين الأطفال وأولياء الأمور واستخدام التطور الإعلامي في نشر هذا الوعي وجمعيات المجتمع المدني، وتشكيل لجنة في كل منطقة بصلاحيات الضابطة العدلية تقوم بمتابعة ومراقبة استغلال الأطفال في مواقع التواصل الاجتماعي، وتشديد العقوبات على الأطراف الذي يستغلون الأطفال في أي مجال من المجالات، إضافة إلى دعم الجهود الوطنية في مجال التصدي والوقاية لجرائم الاستغلال عبر الإنترنت وذلك من خلال خدمة الباحثين والباحثات وتزويدهم بالبيانات والإحصائيات المتعلقة بهذه المشكلة، إلى جانب العديد من التوصيات.