في الوقت الذي يشهد فيه العالم نموا كبيرا في قطاع التنمية المستدامة خاصة في الأسواق العالمية وأسواق المنطقة، أصبحت العديد من الشركات والمؤسسات تبحث سبل توفير الكهرباء وترشيد الاستهلاك من خلال تقنية الإضاءة الموفرة للطاقة إل إي دي LED بالإضافة إلى استخدام مصابيح الفلورسنت المضغوطة والموفرة للطاقة «سي إف إل- CFL» التي تعطي إنارة بنفس مستوى المصابيح العادية، كما أنها تستهلك 20 % فقط من الطاقة الكهربائية. وتشير الأبحاث والدراسات إلى توجه المملكة نحو تخفيض معدلات النمو السنوية للطاقة الكهربائية وخفض الأحمال وتوفير أكثر من 125 مليار ريال خلال خمسة أعوام في بلد يعاني من أزمة في توفير الطاقة الكهربائية مع ارتفاع الطلب. ووفقا للإحصائيات والدراسات الاقتصادية فإن النمو السنوي للطاقة الكهربائية في المرحلة الحالية يبلغ 8 % والمستهدف من خلال تنفيذ برامج الخطة الوطنية في المملكة للترشيد وخفض النمو بمعدل 50 % خلال الأعوام الخمسة المقبلة. ويصل الحمل الذروي حاليا خلال الصيف إلى أكثر من 40 ألف ميجاواط والنمو السنوي يقدر بثلاثة آلاف ميجاواط وهو يمثل 8 % وحيث إن كل ألف ميجاواط تحتاج إلى استثمارات تتجاوز 15 مليار ريال وعند توفير 1500 ميجاواط يتم توفير مبالغ تتجاوز 20 مليار ريال سنويا من جراء تحقيق هذه النسبة في معدلات التخفيض في النمو السنوي، وبعد خمسة أعوام قطعا سترتفع معدلات الحمل الذروي للطاقة الكهربائية خلال الصيف، وبالتالي ستمثل ال 4 % معدلات تتجاوز الثلاثة آلاف ميجاواط الحالية، ولن يكون التوفير أقل من 20 مليارا سنويا في جانب الاستثمارات. وفي هذا الإطار، يبحث معرض الإضاءة في الشرق الأوسط الذي ينظم في 12 سبتمبر المقبل ويستمر حتى 14 منه، عددا من القضايا البيئية الخاصة بالإضاءة في السعودية ومنطقة الخليج، وذلك في إطار تزايد الاهتمام العالمي نحو تطبيق نظم الإنارة الذكية وتقنيات الإضاءة صديقة البيئة والدخول إلى عصر جديد من عالم الإنارة والزينة الضوئية. وتتوقع التقارير والإحصائيات الصادرة أخيرا عن strategyr.com أن يصل حجم السوق العالمي للمصابيح التي تستخدم تقنيتي LED وCFL إلى 24 مليار دولار بحلول العام 2015 وهو ما يؤكد نمو الوعي والإدراك لدى الأفراد في منطقة الشرق الأوسط نحو ضرورة الانتقال إلى عصر الإنارة الرقمية الذكية. وقال الرئيس التنفيذي في إيبوك ميسي فرانكفورت، الجهة المنظمة لمعرض الإضاءة في الشرق الأوسط أحمد باولس «تشهد الأسواق في المنطقة نموا كبيرا وزيادة كبيرة في الطلب على تقنيات التحكم في الطاقة، التي بدورها تسهم في خفض استهلاك الطاقة ولهذا فإنه من المتوقع لهذه السوق أن تشهد نموا كبيرا في الطلب على مثل هذه التقنيات بما يتناسب مع الطلب العالمي خاصة تقنيات الإنارة الذكية واستخدام المصابيح الموفرة للطاقة المفقودة مستخدمة تقنيات LED وCFL بوصفها حلول إضاءة بديلة صديقة للبيئة». ويرى بعض الخبراء أن دول منطقة مجلس التعاون الخليجي يمكنها توفير نحو 400 مليون دولار و5.1 ميجا طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويا من خلال التحول إلى استخدام تقنية الإضاءة LED الخضراء حيث إن مصابيح LED ليست موفرة للطاقة أثناء استخدامها فحسب وإنما تتميز بفترة صلاحية أطول بكثير ما يعني عدد مرات استبدال أقل بمرور الوقت .