أكدت بحوث إقليمية وعالمية أن توجه السعودية نحو خفض معدلات النمو السنوية للطلب على الطاقة الكهربائية وخفض الأحمال، سيوفر أكثر من 125 بليون ريال (34 بليون دولار) خلال خمس سنوات. ووفقاً لإحصاءات اقتصادية، فإن النمو السنوي للطلب على الطاقة الكهربائية يبلغ حالياً في المملكة ثمانية في المئة، وتهدف برامج الخطة الوطنية للترشيد إلى خفضه بنسبة 50 في المئة خلال السنوات الخمس المقبلة. وأوضح خبراء أن الحمل في فترة الذروة خلال الصيف يصل إلى أكثر من 40 ألف ميغاواط، والنمو السنوي يقدر بثلاثة آلاف ميغاواط. وأشار الرئيس التنفيذي في مؤسسة «إيبوك ميسي فرانكفورت» أحمد باولس إلى أن كل ألف ميغاواط تحتاج إلى استثمارات تتجاوز 15 بليون ريال، وعند توفير 1500 ميغاواط يُوفَّر أكثر من 20 بليون ريال سنوياً. وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد العالم نمواً كبيراً في قطاع التنمية المستدامة، خصوصاً في الأسواق العالمية وأسواق المنطقة العربية، التي بدأت تبحث معظم شركاتها ومؤسساتها عن سبل لترشيد استهلاك الكهرباء من خلال تقنية الإضاءة الموفرة للطاقة التي تستهلك 20 في المئة فقط من الطاقة الكهربائية. وتوقع تقرير حديث أن يصل حجم السوق العالمي للمصابيح التي تستخدم تقنيتي «أل إي دي» و«سي أف أل» إلى 24 بليون دولار بحلول عام 2015، ما يؤكد تزايد وعي الأفراد في الشرق الأوسط لضرورة الانتقال إلى عصر الإنارة الرقمية الذكية. ولاحظ باولس نمواً كبيراً في أسواق الشرق الأوسط عموماًَ والسعودية خصوصاً، في الطلب على تقنيات التحكم بالطاقة التي تساهم في خفض استهلاك، لافتاً خلال إعلانه عن مؤتمر «الإضاءة» المتوقع أن تستضيفه إمارة دبي في أيلول (سبتمبر)، إلى أن المنطقة بدأت تطّبق نظم الإنارة الذكية في الفنادق والمؤسسات والشركات، منوهاً بفندق «ياس» في أبو ظبي الذي يحتوي على خمسة آلاف شاشة إضاءة بتقنية «أل إي دي» الموفرة للطاقة. وأكد أن سوق المنطقة تعدّ من الأسواق الواعدة في هذا المجال قياساً بالأسواق العالمية الأخرى في أوروبا وغيرها، إذ أنها تحوي مشاريع كبيرة سكنية وتجارية ومكتبية وغيرها من مشاريع البنية التحتية، ما يعني أن الشركات تهتم بالتحول نحو التقنيات الخضراء لتتوافق مع توجهات الحكومات في هذا المجال وتحقيق رغبة المستهلكين في خفض استهلاك الطاقة. ويرى خبراء أن دول منطقة مجلس التعاون الخليجي يمكنها توفير نحو 400 مليون دولار و5.1 ميغاطن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً عبر التحول إلى استخدام تقنية الإضاءة «أل إي دي»، إذ أنها ليست موفرة للطاقة أثناء استخدامها فحسب بل تتميز بفترة صلاحية أطول بكثير. وقد يشهد المستقبل استبدال أسواق المنطقة لمصابيح الإضاءة المتوهجة بمصابيح «أي إي دي»، كما تمثل التطورات السريعة في مصادر الضوء من الجيل المقبل، مثل «أو أل إي دي»، أحد أبرز الاتجاهات الأخرى في سوق المصابيح، إذ يُتوقع أن تصبح من المكونات المحورية في تطبيقات الإضاءة مثل الإضاءة المعمارية وإضاءة الأغراض العامة والإضاءة الصناعية والإضاءة الخلفية. ويتزايد الإقبال على استخدام تقنية «أل إي دي» في كثير من جوانب الحياة اليومية، خصوصاً الهواتف المحمولة وشاشات التلفزيون والكومبيوتر الدفتري والكومبيوتر المحمول ونظم الإنارة الخلفية لشاشة الكومبيوتر وإنارة المساحات الخارجية ومصابيح السيارات.