أكد الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن قطاع السياحة في السعودية سيوفر 1.7 مليون وظيفة للشباب والفتيات حتى عام 2020م، وأن القطاع يدعم الاقتصاد الوطني ب 2.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، و5.2 في المائة من الناتج غير النفطي. وكشف الأمير سلطان بن سلمان عن إنشاء متحف للمعارك الإسلامية، بالتنسيق مع وزارة الدفاع، حيث تم حصر جميع المواقع الإسلامية في السعودية، مبينا أنه يتم العمل مع هيئة تطوير غار حراء، وتطوير جبل أحد بالمدينة المنورة، إضافة إلى وجود 14 ألف قطعة أثرية تحت التصنيف. وأفصح الأمير سلطان بن سلمان خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقد على هامش جلسته خلال فعاليات المنتدى أمس، عن قرب انطلاق شركة الاستثمار السياحي التابعة للهيئة، التي اعتمدها مجلس الوزراء، والهادفة إلى تطوير السياحة وارتقاء خدماتها وتنوع برامجها. وأشار إلى تطوير الشركات المهتمة بتطوير الحرفيين، وأن طموحهم خلال السنوات الثلاث المقبلة أن توجد حرفة صناعة سعودية في كل بيت سعودي، وخلال السنوات الخمس أن توجد هذه الحرف في كل بيت خليجي، منوها بطموحهم لتطوير هذه الحرف أسوة ببلدي المغرب ومصر اللذين لهما حرف مشهورة على مستوى الدول العربية. وتطرق رئيس هيئة السياحة إلى قيامهم بمراقبة وتنظيم أسعار الغرف السكنية العادية، أما الأجنحة الكبرى فإن أسعارها متاحة، مبينا أن قطاع السياحة يعد حديثا، وأن هذا القطاع في المستقبل سيكون من القطاع الصناعي، وذلك لتركيزه على القيمة المضافة. وتطرق خلال المؤتمر إلى توسع في دعم الشباب من خلال الصناديق الموجودة الحالية، كصندوق كفالة وصندوق الموارد البشرية، وبنك التسليف. ولفت إلى أن عدد الفرص الوظيفية في قطاع السياحة عام 2013م بلغ 751 ألف وظيفة، يمثل السعوديون ما نسبته 27.1 في المائة، وتمثل السياحة القطاع الاقتصادي الثاني في المملكة، بعد قطاع المصارف من حيث نسبة السعودة. وعبر عن أمله أن يصبح قطاع السياحة الأول قريبا، إذا ما توافرت فرص التحفيز المناسبة، وتسهم في توفير مناخ اقتصادي ملائم لتوليد فرص العمل والاستثمار للشباب، وارتفاع نسبة السعودة يؤكد الإقبال الكبير والمتزايد للشباب على العمل والاستثمار في هذا القطاع الاقتصادي الواعد، وهو أمر متوقع لمن يعرف طبيعة المواطن. وكشف رئيس الهيئة أنها ستطلق برنامجاً وطنياً باسم "عيش السعودية" بهدف توطين الشباب، وإتاحة الفرصة لاكتشاف وطنهم والاستمتاع بتجربة تاريخية وتثقيفية مميزة، وتمكينهم من اكتشاف مقومات وطنهم عن طريق تنفيذ البرامج السياحية الموجهة. وستنفذ الهيئة برنامجاً شاملاً بمسمى "سياحة الشباب" لتحقيق استفادة الشباب من السياحة من خلال المشاركة في الرحلات الجماعية والأنشطة السياحية المختلفة، بالتعاون مع الشركاء، وتعمل الهيئة مع شركائها على تعريف الشباب بالفرص الجديدة المتوافرة في مختلف القطاعات السياحية، وفي مواقع النمو السياحي. وأوضح أن توفير فرص العمل للمواطنين أحد أهم أهداف التنمية السياحية الوطنية، حيث أُنشئ مركز تنمية الموارد البشرية السياحية "تكامل" لتحقيق هذا الهدف، وتشير تقارير وزارة العمل أحد أهم شركاء الهيئة إلى أن السياحة الوطنية عامل رئيس في توفير فرص العمل للمواطنين، وتحديداً قطاع الإيواء السياحي. ويؤكد التقويم الذي أجرته وزارة العمل على الأنشطة المختلفة الجاذبة لعمل السعوديين، إلى أن القطاع السياحي يعتبر من أعلى ثلاثة قطاعات اقتصادية جاذبة لعمل السعوديين. واستعرض سلطان بن سلمان أهم المؤشرات الاقتصادية للسياحة في العام الماضي وفقا لمركز الدراسات السياحية (ماس)، وقال: القطاع سيوفر 1.7 مليون فرصة عمل حتى عام 2020م، والفرص المتاحة حاليا وصلت إلى 1.1 مليون وظيفة. وذكر أن القطاع أسهم في دعم الاقتصاد الوطني ب 2.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، و5.2 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، حيث وصلت القيمة المضافة لقطاع السياحة إلى 75 مليار ريال بنهاية العام 2013م، وبلغت الرحلات السياحية الداخلية 37.1 مليون رحلة، بإنفاق 76 مليار ريال، وحققت المنشآت السياحية 209 آلاف غرفة فندقية، و113 ألف وحدة مفروشة. وقال رئيس هيئة السياحة: إن السعودية تحتل المرتبة ال 23 بين دول العالم من حيث البنية التحتية المتطورة، وتسهم استثمارات البنية التحتية في تحويل المزايا النسبية للدول إلى تنافسية، ويحتل اقتصاد المملكة المركز ال 19 في الاقتصادات الأكبر في العالم. وشدد على أن اقتصاد المملكة هو الأكبر على مستوى المنطقة، حيث توجد استثمارات تحت التنفيذ في البنية التحتية تصل إلى 1.8 تريليون ريال تتجه نحو الإنشاءات في الطرق والنقل والموانئ وغيرها خلال خمس سنوات. كما أن هنالك 100 مليار ريال لتحديث البنية التحتية لخمس سنوات، تتوزع على مشاريع المطارات 75.4 مليار ريال، ومشاريع الطرق 37.5 مليار ريال، ومشاريع سكك الحديد 343.4 مليار ريال، ومشاريع الموانئ 100.7 مليار ريال. وشدد على أن الدولة ركزت في تحقيقها للنمو الاقتصادي المستدام على تطوير عدد من القطاعات الاقتصادية الناشئة، وفي مقدمتها قطاع السياحة، وأكدت خطة التنمية التاسعة على الأهمية الاقتصادية والاجتماعية للتنمية السياحية، وعلى الآثار الإيجابية (النمو الاقتصادي، تنويع مصادر الدخل، التنمية المتوازنة). وأضاف أن دعم وتحفيز الدولة هو المنطلق الرئيس لتنمية سياحية مستدامة ومنتجة، وأشار إلى أن تنمية السياحة الوطنية مهمة ومسؤولية كبيرة تحتاج إلى عملية بناء وتنظيم وتطوير كبيرة، تتطلب تضافر كافة الجهود، لتحقيق أهداف وطنية طموحة (بقاء المواطن للسياحة في وطنه، الحد من التسرب المالي، تنمية الاستثمارات السياحية، توفير الفرص الوظيفية). ونوه الأمير سلطان بن سلمان بدور الدولة في دعم وتحفيز السياحة الوطنية، وقال: المواطن السعودي هو المرتكز الأساسي للتنمية وأهم مقتدرات الوطن، وهو قادر على الإسهام الفاعل في التنمية والتطوير، واستيعاب المتغيرات والتحديات، وتؤكد قرارات الدولة على اهتمامها وعنايتها بالتنمية السياحية الوطنية، وتعزيز مكانة التراث الوطني باعتباره ثروة وطنية مهمة.