بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد :- شهر رمضان ليس شهر الأكل والشرب في البيوت قال تعالى :- شهر رمضان الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿185﴾ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴿186﴾سورة البقرة لقد إزدحمت المحلات قبل رمضان وفي ليلته لدرجة أن بعض شوارعنا قد أصبحت شبه مغلقة ..! وكذلك المسالخ عليها طوابير من السيارات .. الكل ينتظر دوره والبعض يمكن أن تبيت معه ذبيحته .. في حوش داره ..؟! في منظر يتكرر كل عام .. استعدادا لرمضان .. فقد تكدست البيوت بصنوف الأطعمة .. وامتلأت المطابخ بأنواع الأواني المنزلية .. وتكدست صنوف الأطعمة بها .. لدرجة أن بعض سيدات البيوت .. قد وسعنا مطابخهن ليتعدين على مترين الجار ..! ليزحف المطبخ لحدود الجيران ..؟!و لو بيد البعض للتهمت مطابخهن مترين الجار ..! ليتربع داخل حدوده . وزاد عدد الخدم .. والعمال في البيوت في رمضان .. ونامت بناتنا ,وأبنائنا , وبعض سيدات البيت ,حتى موعد وقت الإفطار .!وترك الأمر لغير أهله .؟! لدرجة أن بعضنا أصبح ضيفا في بيته .. أو أنقلب بيته لمطعم .. من كثر الخدم والعمال ..! حتى لو كان ذلك كله في الدين .. ؟! المهم كل هذه الأعذار أن رمضان مقبل .. فكل على طريقته .. يستعد لرمضان .. ونسي البعض منا أن هنا استعدادا ألا وهو الاستعداد والتهيئة ..لمثل هذا الشهر الفضيل والفرح بقدومه قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58]. فالفرح بالطاعات ومواسم الخيرات فرع عن محبة الله - تعالى-، فهم يفرحون بفضل الله عليهم أن مد أعمارهم، وبلغهم صيام رمضان وقيام ليله. الدعاء: فقد كان السلف يستقبلونه بالدعاء: "اللهم بلغنا رمضان"، "اللهم سلمنا لرمضان، وسلم رمضان لنا، وتسلمه منا متقبلاً". التوبة: كيف تزرع في أرض كلها آفات، فطهر تربة قلبك قبل موسم الزراعة، واغسله بماء التوبة وثلج الإنابة، وبرد الاستغفار: "اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد"، فالقلوب موضع نظر الرب من العبد، فهل تحب أن ينظر الله إلى قلبك فيجد فيه رجس الشرك، ودنس المعاصي، وقذر الحقد، والحسد، والغل، وغيرها من المهلكات؟! قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التحريم:8]. رفع درجة الاستعداد.من سيدخل معركة يرجو النصر فيها، ومن سيدخل امتحانًا يأمل النجاح فيه استعدّ استعدادًا يليق بما يؤمله من النصر والنجاح، ونحن نستقبل شهرًا تُرفع فيه الدرجات، وتضاعف فيه الحسنات، وتحط فيه السيئات، وتعتق فيه الرقاب من النيران. فعلينا أن نرفع درجه الاستعداد بالمحافظة على الصلوات في جماعة، وإتباع الفرائض بالنوافل، وقيام الليل، وذكر الله -تعالى- وغيرها من الطاعات.والبعض منا قدم الاهتمام بالمأكل والمشرب .. ونسي الكثير الكثير من الحقوق والواجبات ..فقد قطع رحمه . ونسي أمه وأبيه . وإخوانه . وأرحامه . وجيرانه . فقد حال الحول ولم يرى فيهم أحدا . ولم سأل عن أحد منهم ؟!.وكذلك زملائه في عمله .. وتعدى ذلك إلى إطلاق لسانه في كل مجلس يسب ويشتم هذا ويأكل لحم هذا؟!ياهذا هذه فرصتكم في زيارة أقاربكم . وأرحامكم .. والتودد للجميع وطلب العفو والصفح .. فشهر رمضان ليس شهرا لتكدس البيوت بصنوف ألأكل والشراب .. بل لصفاء النفوس وطهرها ونقائها . مع سماع كل آية في مسجد . أو قراءتها بين أهلك .أو في خلوتك .. نسأل الله نقاء القلوب وصفا ئها من كل ضغينة إنه سميع مجيب قريب . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وكل عام والجميع بخير