يأتي عزيزًا ويرحل سريعًا كغيمة خفيفة تظللنا بالخير تغسلنا من أدراننا وتصفّي قلوبنا وتريح نفوسنا فأهلًا به ضيفًا عزيزًا غاليًا. كلام جميل وأمثاله كثير مما يتداوله الاخوة والزملاء والأحبة والأهل والأرحام فيما بينهم هذه الأيام عن طريق رسائل SMS ترحيبًا واستبشارًا بمقدم سيد الشهور رمضان الفضيل، ويحمل في طياته الكثير من المعاني الرائعة والآمال المعقودة على الاستفادة الروحية من هذا الموسم السنوي الرباني للتزود من الأعمال الصالحة وطمعًا في رحمة الله ومغفرته وعفوه ورضاه. وهذا يفرض علينا أن نسأل أنفسنا ماذا استفدنا من المعاني العظيمة لرمضان الخير وهل نعي حقًا ونطبق فعلًا ما تنضوي عليه عبارات التهاني هذه؟! نتسابق على تلاوة القرآن الكريم بل وختمه عدة مرات في رمضان فهل تدبرنا آياته وعملنا بمحكمه وآمنا بمتشابهه وأنزلناه منزلته التي يستحقها في حياتنا، ومقابل هذه الساعات التي نقضيها في حضرة كتاب الله عز وجل نهارًا هل حرصنا على عدم إضاعة ساعات ليلنا بين أسواق في غير حاجة، أو في مشاهدة برامج فضائية تخدش روحانية هذا الشهر سيد الشهور وتسيء للآداب الإسلامية العامة. نركض إلى المساجد ركضًا ونحرص على الصف الأول في كل فرض ونواظب على صلاتي التراويح والتهجد، فهل غيّر ذلك في حياتنا اليومية وحسّن من سلوكياتنا مطبّقين قول الحق عز وجل: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر والبغيَ) صدق الله العظيم. نزاحم الطائفين والعاكفين لنؤدي عمرة أو اثنتين أو ثلاث أو أكثر، فهلا قبل أن نؤدي ذلك تفكّرنا في حرمة وقداسة وآداب الحرم المكي الشريف وعرفنا أوجب الواجبات نحوه وحرصنا على نظافة البدن والملبس قبل السعي إليه وأن نأتيه ونخن خائفين وجلين، كيف لا ونحن ندخل بيت ملك الملوك ورب الأرباب المولى عز وجل، ولا نرفع فيه صوتًا ولا نؤذي الآخرين بالمزاحمة والمدافعة، والأطفال الذين يشغلون أهليهم عن العبادة ويؤذون الآخرين متذكرين قول الحق تعالى شأنه: (وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا) حذرين من أن ينطبق علينا قوله عز من قائل: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا). نتحلق على موائد السحور فيما لذ وطاب، وقبلها نجلس إلى موائد الإفطار منتظرين بفارغ الصبر صوت المؤذن وانطلاق مدفع الإفطار الشهير فهلا حرصنا قبل ذلك على أن يكون مطعمنا حلالًا خالصًا ومشربنا كذلك بل وكل قرش يدخل جيوبنًا أن يكون حلالًا خالصًا لا شبهة فيه. نقف في صلاة التراويح قرابة الساعتين أو أكثر وننتظرها قبل ذلك قرابة الساعة وبعد ذلك كله نخرج من بيوت الله مسرعين لا نلوي على شيء، نزاحم الآخرين بل ونسابقهم بسيارتنا، وقبل ذلك نؤذي جيران المسجد بالوقوف أمام منازلهم وسد مداخل دورهم أو محالهم التجارية، فأين المعاني الحقيقية للصلاة التي تنهانا عن أذية الآخرين وعدم إلحاق الأذى والضرر بهم. إن شهر رمضان فرصة لا تعوض تدعونا للتفكّر والتدبّر، لعلنا نحسن استغلالها بفضل الله ورحمته للتزود لبقية أيام العام ولن يأتي ذلك من الأداء الشكلي للعبادات وحده ويكفينا قول الحق سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) نعم لعلكم تتقون، فاللهم اجعلنا ممن يكون من المتقين في رمضان وفي غيره. * رسالة: اللهم ندعوك طمعًا برحمتك ومغفرتك فلا ندخل الجنة إلا بهما، اللهم ارزقنا عفوك وعافيتك وأمنك وأمانك، اللهم احفظ أهلنا وذريتنا وأحبابنا واشف مريضنا وارجع غائبنا وارحم ميّتنا وتقبل منّا، وسلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلًا.. اللهم آمين آمين. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (63) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain