استضاف النادي السعودي بجامعة أوريجون في مدينة يوجين الواقعة بولاية أوريجون الأمريكية سعادة الملحق الثقافي بأمريكا د. محمد العيسى وسعادة نائب القنصل في لوس أنجلوس حبيب بن عبيد الله البخاري وعدداً من مشرفي الملحقية الثقافية. افتُتح اللقاء بقصيدة وكلمة ترحيبية، ألقاها رئيس النادي السعودي بجامعة أوريجون عبد الله الحربي، قدم فيها تعازيه للقيادة والأمة العربية والإسلامية في وفاة والد المبتعثين ورائد برنامج الابتعاث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يرحمه الله -، وجدد فيها البيعة والولاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف.
وتقدم "الحربي" بالشكر الجزيل لسعادة الملحق والوفد المرافق له على الاستجابة السريعة لدعوة النادي لهذا اللقاء الطلابي الأول من نوعه في ولاية أوريجون، مشيداً بالدعم الكبير الذي تلقاه الأندية الطلابية بالولاياتالأمريكية من الملحق الثقافي.
تلا ذلك كلمة للملحق الثقافي د. محمد العيسى، شكر فيها النادي على هذه الاستضافة الكريمة، وأكد أنه حرص على الحضور ضمن وفد من القنصلية ومشرفي الملحقية لتلمس احتياجات أبنائه وبناته المبتعثين عن قرب، والاستماع للمشكلات التي تواجههم، والتوجيه بحلها فوراً بالتنسيق مع مشرف القطاع الغربي د. فهد العتيبي والمشرفين المرافقين، وأكد لهم مراراً أن الملحقية تقف في صف الطالب دائماً، وتسخر إمكانياتها كافة لخدمته، وقد تتجاوز النظام في بعض الحالات من أجل دعم الطالب الذي قد يواجه بعض الأحيان تعثرات في مسيرته الدراسية، مشترطاً إثبات الجدية من قِبل الطالب للتعاون مع الملحقية لتجاوز تعثره الدراسي.
وأشار إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين لم تألُ جهداً في تسخير إمكانياتها لخدمة الطلاب وتوفير سبل الراحة في بلد الابتعاث، وأن الدولة في انتظار عودتهم بفارغ الصبر؛ ليسهموا في نهضة بلدهم، ويكونوا جزءاً من مسيرة التنمية، وعلى الطلاب أن يستفيدوا من تجربة الابتعاث قدر الإمكان؛ لأنها تعتبر مرحلة تحصيل علمي وبناء ثقافي. وشدد العيسى على ألا يحصر المبتعث خياراته في جامعات محددة أو إقليم معين، موضحاً أن هناك أكثر من 7000 جامعة في أمريكا، وعلى المبتعث أن يسعى جاداً للبحث على قبول أكاديمي في الجامعات غير المتكدسة.
وأوصى "العيسى" الحضور بالتواصل مع الملحقية والسفارة السعودية، ممثلة في القنصليات، في حال حدوث أي طارئ، مشدداً عليهم في الوقت ذاته بمحاولة تجنب الذهاب إلى الأماكن المشبوهة، وتجنب الخروج في أوقات متأخرة من الليل حفاظاً على سلامتهم وسلامة أسرهم.
عقب ذلك تم استعراض الأسئلة الموجهة من قِبل الحضور، ابتداء بسؤال حول مصير الدارسين على حسابهم الخاص، وأوضح العيسى أن الملحقية بصدد التنسيق حالياً مع الوزارة للتسريع بإجراءات ضم الدارسين على حسابهم الخاص، وهناك خطط من قِبل الوزارة لإعادة تنظيم إجراءات الدراسة على الحساب الخاص.
وفيما يخص المكرمة الملكية بصرف مكافأتين لجميع المبتعثين والمبتعثات أوضح العيسى أن الملحقية بصدد انتظار استكمال إجراءات الصرف، وسيتم إيداع المكافأتين قريباً إن شاء الله.
وحول مشكلة الحضانات واستنزافها لمخصصات أسرة المبتعث أوضح العيسى أن الملحقية رفعت مقترحاً للجهات المعنية للنظر في اعتماد مخصصات للحضانة، ولم يتم اعتماد الموضوع حتى تاريخه. ووعد العيسى بأن الملحقية ستعاود مكاتباتها إلى الجهات المعنية لتغطية نفقات الحضانات.
وفيما يخص زيادة مخصصات المبتعثين أوضح العيسى أن الملحقية رفعت مقترحاً إلى الوزارة بزيادة المخصصات للطلاب الملتحقين بأفضل 10 جامعات أمريكية؛ لتكون المكافأة الإضافية 10 آلاف دولار في السنة الواحدة، ومكافآت أقل من ذلك للطلاب الملتحقين بأفضل 20 جامعة أمريكية. مؤكداً أن الموضوع قيد الدراسة حالياً من قِبل الوزارة.
وحول مقارنة مخصصات المبتعثين بمثيلاتها في دول الخليج أوضح العيسى أن برنامج الابتعاث وفر مزايا قد لا توجد في برامج دول أخرى، مثل تذاكر الطيران السنوية وبرنامج التأمين الطبي الذي يعتبر من الأفضل على مستوى الولاياتالمتحدةالأمريكية.
وحول مدى تعاون الملحقية في تمديد فترة اللغة لأكثر من 18 شهراً أشار العيسى إلى أن الملحقية ستتعاون مع الطالب، وتمنحه فصلاً إضافياً فوق المدة النظامية متى ما أثبت الطالب جديته في الحصول على الدرجة المطلوبة للقبول الأكاديمي، وأشار إلى أن 80 % من تحصيل اللغة يعتمد على جهد الطالب خارج المعهد.
وحول تقصير المشرفين الأكاديميين وعدم ردهم على اتصالات الطلاب أشار العيسى إلى أن الوزارة أنفقت الملايين على بوابة سفير لتوثيق معاملات الطلاب، وعلى الطالب أن يحرص قدر الإمكان على الاستفادة من خدمات البوابة التي تتجاوز 80 خدمة، ويتجنب قدر الإمكان التواصل الشخصي مع المشرف لضمان توثيق المعاملات، مؤكداً أن البوابة تخضع لمتابعة دقيقة، وستتم المساءلة في حال تأخر المعاملة لدى المشرف الدراسي، وفي حال ثبت عدم تجاوب المشرف أو مشرف القطاع مع الطالب يتم التواصل مباشرة مع الملحق مدعماً الشكوى بالمستندات والإثباتات اللازمة، وستتم المحاسبة فوراً في حال وجود أي تقصير.
وفي نهاية اللقاء انتقل الملحق الثقافي والوفد المرافق له في غرف خاصة جُهزت لاستقبال الطلاب والطالبات الذين يحملون مطالب شخصية تتعلق ببرنامج الابتعاث؛ إذ تم الجلوس مع كل طالب بشكل منفرد، وتم بحث سبل حل كل مشكلة.
وفي تصريح إلى "سبق" أوضح "العيسى" حزنه الشديد على رحيل صاحب فكرة البرنامج العبقري (برنامج الابتعاث) خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يرحمه الله - سائلاً المولى - عز وجل - أن يتغمده بواسع فضله، وأن يسكنه فسيح جناته، ويجعل ما قدمه لهذا البرنامج في موازين حسناته.
وأشاد بالدعم اللامحدود الذي حظي به برنامج الابتعاث في عهده - رحمه الله -؛ إذ أشار إلى أنه ابتدأ العمل في الملحقية عام 2007، وكان عدد الطلاب آنذاك نحو 7300 طالب وطالبة، واليوم أمريكا وحدها تحتضن ما يزيد على 120 ألف مبتعث ومبتعثة مع عائلاتهم.
وأشاد "العيسى" بقرار دمج وزارتي التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي تحت اسم وزارة التعليم، واختيار الدكتور عزام الدخيل وزيراً لها، وأشار إلى أن هذا القرار سيصب - بلا شك - في صالح برنامج الابتعاث، وأن هذا القرار قرار مدروس، وسيعطي مرونة أكبر لعمل الملحقيات الثقافية.
وأعرب "العيسى" عن سعادته بزيارة ولاية أوريجون عموماً ومدينة يوجين خصوصاً، ومدى الحفاوة التي لقيها من أبنائه وبناته في مدينة يوجين، معرباً عن فخره واعتزازه بنماذج الشباب السعودي الواعد التي قابلها في هذه المدينة. وأضاف: كل من يشكك في أبنائنا وبناتنا في الولاياتالمتحدة فعليه أن يأتي هنا ويرى بنفسه هذه النماذج الجميلة للشباب المتكاتفين المترابطين والحريصين على إظهار ثقافة بلدهم، والعمل بروح الفريق الواحد بعيداً عن المناطقية والعنصرية، وبعيداً عن الطائفية.
الجدير بالذكر أن الملحق الثقافي بالولاياتالمتحدةالأمريكية والوفد المرافق له يستكمل غداً زيارته لولاية أوريجون بلقاء المبتعثين والمبتعثات بمدينة بورتلاند الأمريكية.