أعلن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا أن طرابلس قرَّرت وقف إطلاق النار ووقف جميع العمليات العسكرية، التزاماً بقرار مجلس الأمن الدولي الأخير حول ليبيا. وقال كوسا: إن قرار وقف إطلاق النار "سيعيد الأمن إلى البلاد"، وسيضمن الأمن لجميع الليبيين، لكنه انتقد في الوقت نفسه التفويض الدولي باستخدام القوة، بالقول: "إنه انتهاك لسيادة ليبيا". وجاء هذا التطور بعد أن أعلنت عواصم غربية، من أبرزها واشنطن ولندن وباريس عن وضع استعدادات؛ لمنع القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي من مهاجمة القوات المعارضة في شرقي البلاد، بعد موافقة مجلس الأمن الدولي على فرض منطقة حظر جوي على البلاد مساء الخميس. ومن جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون: "إن الطائرات الحربية البريطانية تستعدُّ حالياً؛ لتكون مُهيَّأة للانتقال خلال ساعات إلى قواعد عسكرية؛ من أجل لعب دورها في فرض منطقة الحظر الجوي". وفي هذه الأثناء قالت وكالة حركة الطيران الأوروبية: "إن ليبيا أغلقت مجالها الجوي أمام كافّة نشاطات الطيران". وقد تحدّث الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع قادة بريطانيا وفرنسا؛ لمناقشة كيفية تطبيق قرار مجلس الأمن. وتضمَّن قرار مجلس الأمن فقرة تتحدَّث عن "استخدام كافة الإجراءات الضرورية"؛ لحماية المدنيين، لكن من دون تفويض باحتلال ليبيا. من ناحيتها قالت الحكومة الفرنسية: إن الضربات الجوية ضد أهداف ليبية يمكن أن تبدأ خلال ساعات، وأن القوات الفرنسية ستشارك فيها. ومن المُتوقَّع أن تكون بريطانيا من أوائل البلدان التي ستسهم في فرض منطقة الحظر الجوي باستخدام قوتها الجوية. كما قالت وزيرة الدفاع النرويجي جريت فاريمو: إن بلادها ستشارك في العمل العسكري ضد قوات الحكومة الليبية، وإن الحكومة في انتظار الضوء الأخضر من البرلمان. وقالت قطر: إنها ستشارك في الجهد الدولي لحماية المدنيين الليبيين، ودعت إلى عمل سريع؛ لفرض منطقة الحظر الجوي على ليبيا. ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مسؤول في وزارة الخارجية القطرية قوله: إنه "بناءً على قرار مجلس الأمن الدولي، قرَّرت قطر المشاركة في الجهود الهادفة إلى وقف نزيف الدم وحماية المدنيين في ليبيا". وفي آخر التطورات الميدانية أفادت الأنباء بتعرُّض مدينة مصراتة لقصف مدفعي ثقيل من القوات الموالية للقذافي صباح الجمعة، إلا أن الصورة ما زالت غير واضحة هناك. ونقلت الأنباء عن مصادر طبية قولها: إن أربعة أشخاص قُتِلوا وأُصيب نحو 70 في القصف الذي تعرَّضت له مصراتة. كما أفادت الأنباء أيضاً بوقوع معارك عنيفة بين المعارضة وقوات القذافي في مدن زنتان ونالوت، إلى جانب مصراتة. وكان مجلس الأمن الدولي قد اتخذ قراراً بفرض حظر على الطيران فوق الأجواء الليبية، "واتخاذ كافة التدابير الضرورية الأخرى" لحماية المدنيين من قصف القوات الموالية للقذافي. وصوَّتت على القرار، الذي طرحته بريطانيا وفرنسا ولبنان والولايات المتحدة، عشر دول، وامتنعت خمس دول عن التصويت، من مجموع الدول ال 15 الأعضاء في مجلس الأمن، والدول الممتنعة عن التصويت هي روسيا والصين وألمانيا والبرازيل والهند.