أعلن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا، أمس، أن طرابلس قررت وقف إطلاق النار وجميع العمليات العسكرية، التزاما بقرار مجلس الأمن الدولي الأخير. وأوضح أن القرار «سيعيد الأمن إلى البلاد ويضمن السلامة لجميع الليبيين»، لكنه انتقد في الوقت نفسه التفويض الدولي باستخدام القوة، لأنه «انتهاك لسيادة ليبيا». وحذر خبراء عسكريون من الاحتمالات غير المنظورة لأي عمل عسكري ضد ليبيا من الجو. وأكد القائد السابق للجيش البريطاني ريتشارد دانات أن من المهم جدا التعامل مع هذه المسألة بحرص وحكمة «حتى لا نجد أنفسنا أمام حالة شبيهة مثل التي وجدناها في العراق، ولا نجد خطة بديلة فيما بعد». جاءت هذه التطورات بعد أن أعلنت عواصم غربية، من أبرزها واشنطن ولندن وباريس عن وضع استعدادات لمنع القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي من مهاجمة القوات المعارضة في شرقي البلاد، بعد موافقة مجلس الأمن على فرض منطقة حظر جوي على البلاد. في المقابل أوضح قائد قوات المعارضة العقيد خليفة حفتير أن إعلان قوات القذافي وقف إطلاق النار «ليس أمرا مهما بالنسبة إلينا ولن يغير شيئا، معتبرا أنها خدعة من النظام. وأضاف أن «القذافي لا يقول الحقيقة، العالم كله يعلم أنه كاذب». وأكد سيف الإسلام القذافي، أن الجيش الليبي سيطوق بنغازي لكنه لن يدخلها، وأن «قوات مكافحة الإرهاب» سترسل من أجل نزع سلاح قوات المعارضة، التي تسيطر على المدينة، وأن الجيش سيساعد السكان للخروج منها. وأغلقت ليبيا مجالها الجوي أمام كافة نشاطات الطيران. وأعلن متحدث باسم الحكومة الليبية أن أي قرار من مجلس الأمن «غير شرعي وغير أخلاقي». كما هدد باستهداف الملاحة في البحر المتوسط ردا على أي عمل عسكري. وفي بروكسل صرح مصدر دبلوماسي، أمس، عقب اجتماع هام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» أن الدول الأعضاء مستعدة لمراقبة منطقة حظر الطيران في ليبيا، لكن لا تزال هناك حاجة إلى التوصل لاتفاق حول التفاصيل المتعلقة بكيفية تطبيق هذا الإجراء العسكري. وعقد سفراء الحلف محادثات عقب قرار المجلس. وقال المصدر «نرى إجماعا على أن الناتو يرغب في تطبيق منطقة حظر الطيران لكن لا يزال من غير الواضح كيف ستكون المشاركة فيه». وأشار إلى أنه ينتظر أن يعقد سفراء الناتو مزيدا من المناقشات، اليوم. وأضاف أنه إذا لم يتقرر اتخاذ إجراء جماعي، فإنه يتوقع أن يقوم «ائتلاف من الراغبين في ذلك بقيادة فرنسا وبريطانيا وأمريكا إلى جانب بعض دول جامعة الدول العربية». وأعلنت صحيفة «نيويورك التايمز» الأمريكية أن صحفييها الأربعة المفقودين في منطقة شهدت اشتباكات بين المعارضة وقوات القذافي شرق ليبيا، اعتقلوا من قبل قوات الأمن وتم الإفراج عنهم، أمس. وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن بلادها تواصل «دراسة الإجراءات الأكثر فعالية» لوضع حد للأزمة في ليبيا وذلك غداة تصويت مجلس الأمن. وتضمن قرار المجلس فقرة تتحدث عن «استخدام كافة الإجراءات الضرورية» لحماية المدنيين، لكن دون تفويض باحتلال ليبيا. من ناحيتها كشفت الحكومة الفرنسية أن الضربات الجوية ضد أهداف ليبية يمكن أن تبدأ خلال ساعات، وأن القوات الفرنسية ستشارك فيها. ويتوقع أن تكون بريطانيا من أوائل البلدان التي ستسهم في فرض منطقة الحظر الجوي باستخدام قوتها الجوية .