قال وزير الخارجية الليبي موسى كوسا بعد ظهر امس إن طرابلس قررت الوقف الفوري لإطلاق النار وجميع العمليات العسكرية وهي " ملزمة بالقرار " الذي أصدره مجلس الأمن والذي أقر بموجبه فرض حظر جوي عليها. وأضاف كوسا في مؤتمر صحفي عقده بطرابلس" أن ليبيا ملزمة بقبول هذا القرار عملا بالمادة 25 من الميثاق باعتبار أنها عضو في الأممالمتحدة ". وجدد حرص بلاده على " حماية المدنيين وتقديم المساعدة لهم وكذلك على احترام حقوق الإنسان والالتزام بالقانون الدولي واتخاذ الإجراءات الكفيلة برعاية الجاليات الأجنبية فوق أراضيها والالتزام بقرارات مجلس الأمن وأحكام الأممالمتحدة ". وأعلن أن ليبيا " تشجع فتح قنوات النقاش مثمر وجاد مع جميع الأطراف " تنفيذا لما تضمنه قرار مجلس الأمن المذكور والذي أكد على " حماية المدنيين ووحدة التراب الليبي ". وأعرب كوسا عن أسفه العميق لاشتمال القرار نفسه على تدابير وصفها " بالقسرية " ضد الليبيين ومن بينها " الحظر الجوي " الذي يشمل الطيران المدني والذي قال عنه " سوف يعظم معاناة الشعب الليبي ويؤثر تأثيرا سلبيا على الحياة ". وقال " لقد كان من الأحرى بالمجتمع الدولي أن يستثنى المدنيين على الأقل من الحظر الجوي بدلا من تعميق معاناتهم " . موضحا أن " تجميد الأرصدة والأموال " الليبية من شأنها هي الأخرى " إلحاق الأضرار " بالليبيين و" عدم قيام الدولة بتنفيذ التزاماتها المحلية " . واستغرب كوسا اجازة القرار المذكور باستخدام القوة العسكرية وظهور بوادر لتنفيذ ذلك بالفعل .. معتبرا أن ذلك يعد " خروجا صارخا عن ميثاق الأممالمتحدة ومساسا بالسيادة الوطنية" لبلاده . وجدد في هذا الصدد تأكيد طلب بلاده بضرورة أن تقوم " الجهات الدولية المعنية بالتحقيق على أرض الواقع ". الى ذلك قال سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، ان النظام الليبي ليس خائفاً من قرار مجلس الأمن الذي يجيز استخدام القوة ضده، فيما أشار شقيقه الساعدي إلى ان القوات الموالية لوالده لن تدخل بنغازي بل ستتمركز حولها وستتكفّل الشرطة ووحدات مكافحة الإرهاب بنزع أسلحة المعارضة في المدينة. وقال سيف الإسلام في حديث لشبكة "أي بي سي" الأميركية الخميس مع الصحافية كريستيان أمانبور بعد صدور القرار، "نحن في بلدنا ومع شعبنا. ولسنا خائفين"، واصفاً القرار الدولي بأنه غير عادل لأن ليبيا لم تشهد أي "قصف جوي لأحياء مدنية أو لمظاهرات" على حد زعمه. وزعم سيف الإسلام أن أي مدني لم يسقط في المعارك بين قوات النظام ومن وصفهم بالميليشيات المسلّحة حتى أنه أضاف ان "الإرهابيين أو المسلحين استسلموا لذلك لم يكن هناك حمام دم". وقال أيضاً ان الناس في بنغازي خائفون من "الميليشيات المسلحة" وأن المئات من المواطنين يتصلون بالتلفزيون الليبي ويطلبون من قوات النظام تحريرهم من "الإرهابيين". وأكد ان الجيش اعتقل مراسلة "نيويورك تايمز" في مدينة أجدابيا لأنها دخلت المدينة بشكل غير قانوني ولكن عندما عرفوا أنها أميركية قرروا إطلاقها، في إشارة ربما إلى المصورة لينسي إداريو. ورداً على سؤال عن مصير مراسلي الصحيفة الأربعة ألمح القذافي إلى أنه سيتم إطلاقهم رغم دخولهم البلاد بشكل غير قانوني. وفي سياق متّصل قال الساعدي القذافي النجل الأصغر للزعيم الليبي لشبكة "سي أن أن" الأميركية مساء الخميس ان قوات النظام ستغيّر تكتيكاتها في ما يتعلق بمدينة بنغازي وستتمركز في مواقع حولها السبت أو الأحد وتساعد الناس في الفرار من المدينة. وقال انه لن يكون هناك هجوم واسع النطاق على المدينة وأنه بدلاً من ذلك سيتم إرسال الشرطة ووحدات مكافحة الإرهاب إلى المدينة لنزع أسلحة المعارضة. وأضاف انه بإمكان منظمات إنسانية أن تساعد في مساعدة المدنيين على النزوح من بنغازي. وقالت المنظمة الاوروبية لسلامة النقل الجوي (يوروكنترول) إن ليبيا أغلقت مجالها الجوي أمام كل الطائرات بعد قرار مجلس الأمن . وصرحت المنظمة بأنها تلقت معلومات من مالطا بأن الرقابة الجوية في طرابلس بعثت إخطارا قالت فيه إنها لن تسمح بدخول أي طائرة المجال الجوي الليبي "حتى إشعار آخر." وقالت متحدثة باسم يوروكنترول "هذه هي المعلومات الوحيدة التي لدينا حاليا... إنها معلومات حصلنا عليها من السلطات في مالطا." ميدانيا قال محتجون وسكان في بلدة مصراتة بغرب ليبيا إن قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي قصفت البلدة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة الجمعة بالاسلحة الثقيلة. وقال سعدون وهو محتج لرويترز عبر الهاتف "هناك قصف عنيف منذ السابعة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش). إنهم يقصفون كل شيء.. المنازل ووسط البلدة." وأضاف بينما سمعت أصوات قصف المدفعية في الخلفية "إنه أعنف قصف أشهده حتى الان." ومصراتة هي آخر معقل كبير للمعارضين الليبيين في غرب ليبيا. وقال طبيب بمصراتة امس إن 25 شخصا قتلوا بينهم عدة فتيات صغيرات خلال القصف العنيف الذي قامت به القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي للمدينة. وقال الطبيب وأحد السكان إن الدبابات الحكومية مازالت تقصف المدينة على الرغم مما ذكرته المعارضة المسلحة في وقت سابق أنها صدت الهجوم. وقال الطبيب باستخدام هاتف يعمل على القمر الصناعي "قوات القذافي تقصف المدينة بقذائف المدفعية والدبابات. لدينا الآن 25 قتيلا بالمستشفى بينهم عدة فتيات صغيرات." الى ذلك قال مقاتل من المعارضة الليبية المسلحة إن المعارضين هاجموا صباح الجمعة مواقع حكومية قرب بلدة نالوت الغربية وقرب الحدود مع تونس. وقال مقاتل من المعارضة في نالوت في اتصال تليفوني مع رويترز "هاجمنا منذ الرابعة صباحا (0200 بتوقيت جرينتش) مركزين لقوات القذافي قرب بلدة نالوت وقرب الحدود التونسية." وأضاف أن أربعة جنود من القوات الحكومية وواحدا من المعارضين قتلوا. وتابع أن المعارضين أسروا 18 جنديا. ولم يتسن التأكد من الخبر من مصدر مستقل لكن سكان منطقة حدودية قالوا إنهم سمعوا أصداء انفجارات من منطقة نالوت التي تقع على بعد نحو 60 كيلومترا عن الحدود.