رصدت الجمعية الفلكية بجدة وميضاً من الضوء أثناء تصوير ظاهرة اقتران القمر بنجوم الثريا، مساء السبت الماضي، حيث ظهر الوميض بارزاً على سطح القمر. وقال رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة: إنه عند مراجعة الصور لوحظ في إحداها والملتقطة عند الساعة السابعة مساءً و47 دقيقة و44 ثانية، من خلال كاميرا رقمية ذات عدسة 55 مليمتر بدون استخدام تلسكوب، وجود فلاش من الضوء في الجانب المظلم من سطح القمر المقابل للأرض، وبعد أربع دقائق، وفي الصور التالية، لم يوجد ذلك الوميض، علماً أن الضوء لم يشاهد مباشرة أثناء الرصد، ولكن ظهر في الصورة نظراً لأن الكاميرا أكثر حساسية للضوء.
وبين "أبو زاهرة": أنه عندما يحدث تغير في الإضاءة والألوان فوق مناطق صغيرة من سطح القمر تسمى "الظاهرة القمرية العابرة"، ورصدت من خلال التلسكوبات منذ مئات السنين، ولكن من النادر جداً أن تلتقط صورة لها، وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تلتقط هذه الظاهرة فوتوغرافياً في سماء المملكة.
ومنذ القديم نسبت هذه الظاهرة إلى عدة أمور، منها تأثيرات في الغلاف الجوي للأرض، وتأثيرات فسيولوجية بصرية، أو انكسارات جوية مثلما يحدث مع المنشور، وغيرها.
وبحسب أرصاد سابقة استمرت لعدة عقود، وجدت علاقة قوية بين ظاهرة الوميض الضوئي بمناطق معينة رصدتها المركبات الفضائية، حيث اكتشف تسرب للغاز من أسفل سطح القمر، فاكتشفت المركبة أبولو 15 والمسبار "لونار بروسبيكتور" غاز "رادون – 222" فيه العديد من الفوهات، وقد تكون هناك أيضاً غازات خاملة مختلطة، مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون والماء.
ويحتمل أن تكون الهزات القمرية السبب في إطلاق الغازات، ولكن حتى اليوم لا يوجد ارتباط واضح بين الظاهرة القمرية العابرة والهزات القمرية.
وبحسب الإحداثيات، يتوقع أن ذلك الضوء صادر من منطقة "الفونسوس" بالقرب من حوض بطليموس تقريباً، وفي ذلك الموقع رصد وميض ضوئي مشابه في العام 1953.
جدير بالذكر أن الظاهرة القمرية العابرة ما تزال تدرس في العديد من المراصد حول العالم، ومن خلال المسابير الفضائية، وذلك بهدف الكشف عن أي تغيرات لسطح القمر مصاحبة لتلك الظاهرة.