منيت آمال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في توسيع صلاحياته بخسارة أمس، حين فشل حزب العدالة والتنمية الحاكم في الفوز بأغلبية صريحة في الانتخابات البرلمانية. واعتبرت محطة تلفزيون «سي. إن. إن تورك» أن النتائج التي حصل عليها الحزب ستجعله يواجه صعوبة في تشكيل حكومة مستقرة للمرة الأولى منذ تولي السلطة قبل أكثر من عقد. وأدت هذه النتائج إلى تراجع سعر الليرة التركية نحو 14 % من قيمتها أمام الدولار في تعاملات شحيحة بعد ساعات التداول، ما يجعلها واحدة من أسوأ العملات أداء في الأسواق الناشئة، مع اتخاذ المستثمرين الذين يخشون مزيدا من انعدام اليقين السياسي مراكز استعدادا لتعاملات اليوم الاثنين. وغاب صخب الاحتفالات عن الأجواء خارج مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة، وهتف مئات المؤيدين لأردوغان مؤسس الحزب لكن لم تكن هناك علامة تذكر على الحشود الهائلة التي تجمعت تحت شرفته بعد الانتصارات في الانتخابات السابقة. وذكرت المحطة، أن حزب الشعوب الديمقراطي يتجه للفوز بأكثر من 12 % من الأصوات. وأثار احتمال اجتيازه العتبة اللازمة لدخول البرلمان للمرة الأولى احتفالات في الجنوب الشرقي الذي يغلب عليه الأكراد. وكان أردوغان يأمل في انتصار ساحق لحزب العدالة والتنمية للسماح له بتغيير الدستور وإنشاء رئاسة أقوى على النظام الأمريكي. ويمثل عدم فوز الحزب بأغلبية مطلقة نهاية لاثني عشر عاما من الحكم المستقر المتصل لحزب واحد، نوعا من الانتكاسة لجهود الانتقال من النظام البرلماني إلى الرئاسي. وتشير النتائج إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي الذي له جذور قومية كردية نجح في توسيع شعبيته خارج النطاق الكردي ليستقطب عناصر من يسار الوسط والعلمانيين الذين يعارضون أردوغان. وبات من المرجح أن يلعب الحزب دورا مهما في البرلمان، وسيكون ثاني أكبر حزب ممثل في البرلمان حيث احتل ربع مقاعده تقريبا. وقال مراد كارايالجين رئيس حزب الشعب الجمهوري إن النتيجة هي «لا واضحة» للنظام الرئاسي الذي يسعى إليه أردوغان. وحصل حزب الحركة القومية الذي اعتبر لفترة طويلة الشريك المرجح لحزب العدالة والتنمية في حال تشكيل ائتلاف- على ما يقرب من 17 % من الأصوات. وقال المسؤول الكبير في حزب العدالة والتنمية إن قيام تحالف مع حزب الحركة القومية مستبعد وإن الحزب الحاكم يفضل أن يعمل منفردا ويحاول بناء تأييد تمهيدا لانتخابات مبكرة جديدة. وأضاف «إذا قام تحالف بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية فلن نتمكن من تحقيق حتى هذا المستوى من الأصوات في الانتخابات المقبلة.».