أيقونات: رأيتها تفترش جدران الغمام والشفق تشكل أنماطا هندسية غير متجانسة يؤطرها لون البنفسج وفوح البشام والياسمين يتماها فيها النبض والفكر والإحساس الليل غلالات من فتات المسك تتساط على فودي الزمن المغترب تقبل شعرات هامته البيضاء في لحظة حميمية من لحظات التجلي والانبهار النجوم: عقد من جمانات ترفض القاع تقهقه في جذل ترسل خيوطها الذهبية مشكاة تضيء النبوض بالابتسام الشارع: معطف واسع فسيح يضم كل المتناقضات الراكضة إلى عالم مجهول تحت خيمة من زهور بلون قوس قزح المرأة: خفقة مذعورة تشكو مرارات التثبت على الجدار والشرفات صدئت حلقاتها العسجدية نخرتها عثة الأيام فهمت للراحة والاستلقاء البحر: غمة تعج بالأسماك والأصداف الموج هادئ يحضن الشواطئ المتعبة المطر: حبات من محارات الطفو أحجار من الياقوت والماس واللعل في ضياء البسمة الناعمة والهمسة الحالمة يقبل الأرض فتتفتح الأزهار والأغصان من شوق طفل وليد إلى صدر أمه الطيور: نسمات من ربيع ضاحك ولهان. مخضوضر الورقات والأغصان والصباح تعزف للكون «سمفونية» البقاء تكسر جفاف الأشياء ويباسها تثقب الأمل في ازدهاء توشي الروابي بشال من الزهور الحب: فراشة والهة ظمأى تمتص رحيق الزهرات تتراقص على عشبات تسقى بالوشل النقاء تشعشع خيوطاً بيضاء بلون الثلج المتساقط على أقدام السهول والهضبات المرأة: مهرة برية تركض في استحياء إلى عالم مجهول مضبب الجهات باحثة عن الذات بأجنحة من خيوط الحرير والنور في عالم عابث نكار الموت: أغصان من خشب الورد تغطى بنسيج من ألوان الزهرات تحمل الإنسان إلى عتمات الأجداث فيرى القبر شلالات من ضياء بهيج لمن في قلبه نور الإيمان وناراً وقودها الأحجار لكل باغ كفار هناك بداية النهاية تحمل الأراح وتبدأ الحياة ترسم خطواتها الأعمال والنيات وبعدها تتساقط الأشياء الجاثمة على مرفأ الأحداث كالوتر المشدود بين شجرات الطلح والزيتون والعناب الأمل: جسر من عذبات اللوتس والبنفسج والحناء يعبره الخيال إلى عالم يكتنفه الضباب والغياب يلجم الركض فتهدأ النفس الحائرة من سورتها فتزدرد حبات مهدئة لنبض تغرب في قفار الحياة فاستحال إلى هينمات صوتية مشروخة الأداء واللحن والبوح اليأس: سفينة بلا قبطان ولا أشرعة يركبها المحتار في لحظة موات الرضى فيرى الأشياء غيابات تترنح أمامه لتحضنه في لين ودفء مقيت حتى يرى نفسه تتساقط تحت أقدام الضياع بلا منقذ ولا معين.