فحيح وصفير وصوت يعصف بأوراق شجرة حياتي، لما هبت رياح الشوق عاتية شرقية غربية، شمالية جنوبية، من كل الاتجاهات أحاطت بمكامن النفس، وأحكمت عليها قبضتها، لتعيش كل الفصول مجتمعة وتشهد زمهرير وحرارة صيف الفراق، وترسم على الرمضاء سراب اللقاء، ويفرض العطش، ثم صقيع وبرد الوحدة في قسوة شتاء الاغتراب، ويأتي ربيع ينبت فيه شيء من زهور الأمل، وسريعا تذبل وتموت، ويعقبها خريف لا يبقي ولا يذر، وتتساقط الأوراق وتصفر الأغصان، وتدع شجرة الحياة مومياء أحاسيس (أعاصير الشوق) حين تنزل بالنفس تدعها في حالة استنفار لمشاعر من نوع خاص، وتوقف عقارب الساعة عند وقتٍ خاص واحد!مشاعر الشوق استثناء لما لا استثناء فيه، تفرض نفسها، وتسري في القلب قشعريرة احساس جميل بعد سكونها وهدوء عصفها، وانقشاع الغمة وانجلائها، فما أجمل نسائم الحب بعد عواصف الاشتياق المتأثرة بالفراق! البنفسج