تقضي الطالبات في محافظة العيص دراستهن الجامعية في الترحال والسفر اليومي الذي يمتد 300 كلم ذهابا وإيابا لبلوغ كلياتهن في ينبع أو 190 كلم في أملج، ما يعرضهن لمخاطر الطرق وتهالك الحافلات التي تفتقد لوسائل السلامة. ويعيش ذووهن على أعصابهم منذ خروجهن من منازلهن قبيل شروق الشمس، ولا يهدأ لهم بال إلا بعودة الطالبات مع الغروب، في حين فضل البعض حرمان بناته من التعليم الجامعي على الرغم من تفوقهن، خشية عليهن من مخاطر الطريق المزدوج، ويشهد حوادث بشعة. ورأى المعلم سعد بن مبارك العنمي أنه من المؤلم مشاهدة قوافل طالبات العيص فجر كل يوم، يسلكن مئات الكيلو مترات لتلقي التعليم في كليات ينبع وأملج، مشددا على أهمية افتتاح كلية في محافظتهن لإنهاء حال ترحالهن المتواصل والخطر. وقال: «آن الآوان لافتتاح كلية لجامعة طيبة في محافظة العيص لاسيما أنها اعتمدت من قبل مجلس جامعة طيبة الخامس للعام الجامعي 1432/1433ه». إلى ذلك، أكد مدير مجمع مدارس القراصة أحمد بن حمد الحافظي أن طالبات محافظة العيص يقطعن يوميا أكثر 190 كلم يوميا ذهابا وإيابا إلى الكلية الجامعية في أملج، في حين تقطع الطالبات اللائي يدرسن في ينبع 300 كلم يوميا. وقال: «فتياتنا يخرجن فجرا، وقبل شروق الشمس، ولا يعدن إلا بعد مغيبها، فيما يعيش أولياء الأمور طيلة هذا الوقت في خوف وقلق عليهن من حوادث الطريق التي حصدت أرواح الكثيرات أو تسببت في إصابتهن بإعاقات مستديمة»، مشددا على أهمية إنشاء كلية للبنات في المحافظة في ظل تزايد عدد الطالبات اللائي ينهين الدراسة الثانوية كل عام. بدوره، أكد مبارك السناني أنه يعيش حال من القلق كل يوم ببزوغ الفجر حين تتوجه ابنته إلى كليتها في ينبع، ولا يهدأ له بال إلا بعودتها، مشيرا إلى أنه حاول ثنيها عن الدراسة خوفا على حياتها، إلا أن طموحها في أن تصبح معلمة جعله يوصلها بنفسه، مؤكدا على أن افتتاح كلية للطالبات في محافظة العيص أصبح أمرا ملحا ويجب على المسؤولين في جامعة طيبة تنفيذه سريعا. من جهته، بين محمد الحبيشي أن الطالبات يعشن معاناة متفاقمة أثناء سفرهن اليومي إلى ينبع أو أملج، داخل الحافلات بدءا من التكدس وصولا لتعرضها لأعطال متكررة، وخلوها من معايير السلامة ومن طفايات حريق وإسعافات أولية. في حين، روى سويلم المرواني الظروف القاسية التي تعرضت لها ابنتاه مع زميلاتهن أثناء عودتهن إلى منازلهن، عندما انفجر إطاران للحافلة التي تقلهم، وأمضين أكثر من ساعة ونصف جلوسا بجانب الطريق حتى تم الانتهاء من إصلاح العطب، مؤكدا على المسؤولين سرعة إنهاء معاناتهن والتأكيد على قائدي الحافلات بضرورة توفير الترخيص اللازم من قبل وزارة النقل. في المقابل، أكد المشرف على المركز الإعلامي في جامعة طيبة الدكتور عيسى بن محمد القايدي أن الجامعة تمتلك الإمكانيات لافتتاح كلية بالعيص لكنها تنتظر الموافقة النهائية من قبل مجلس التعليم العالي، مؤكدا في الوقت ذاته أن توصية مجلس الجامعة التي رفعت سوف تكون لافتتاح كلية المجتمع.