رغم أن مدينة العيص والتي تقع في الجزء الشمالي الغربي من منطقة المدينةالمنورة ويسكنها حوالي 60 ألف نسمة، وتتبعها العديد من المراكز والقرى فإنها لم تصنف إلى محافظة مقارنةً بمحافظات المملكة وذلك بسبب عدم توفر بعض الخدمات الضرورية والأساسية. ويؤكد مواطنون أن مدينة العيص تخلو تماماً من التعليم الجامعي ويتوقف التعليم بها إلى الثانوي فقط، وأن الطلاب والطالبات يواجهون أشد المعاناة وذلك من أجل مواصلة تعليمهم الجامعي بالكليات والجامعات في المدن القريبة. وقالوا إنهم يجدون شريحة من الطالبات يقطعن يومياً أكثر من 300 كيلو متر عبر طرق خطيرة جداً من أجل الدراسه في ينبع، وتزداد المأساة يوماً بعد يوم، والطالبات يتوادعن عند سفرهن يوميا ذاهبات قبل صلاة الفجر وعائدات بعد صلاة العصر، بينما أولياء أمورهن يعيشون في قلق وهم، وكذلك الحال في بقية الخدمات التي لم تلق نصيبا في العيص مثل الضمان الاجتماعي والأحوال المدنية ومكافحة المخدرات والجوازات وغيرها من الخدمات الضرورية. وتساءل المواطن خالد عواد الجهني أحد شباب الأعمال عن عدم وجود مكتب أحوال مدنية بالعيص رغم تعدد سكانها ومعاناة المواطنين الذين يواجهون أشد المعاناة من أجل استخراج البطاقات وتجديدها. من جانبه أكد محمد حميد العروي أحد سائقي الشاحنات وقال بطبيعة عملي سائق أتجول على جميع مدن المملكة ومحافظاتها بصورة مستمرة فالملاحظ تردي الخدمات بالعيص وأنها مدينة كبيرة من حيث السكان والمساحه وبالرغم ذلك لم تواكب مدن المملكة لتصنيفها مركزاً. أما المواطن غازي علي الجهني يقول إنه أكثر من سبع سنوات من الانتظار لافتتاح كلية في العيص فإن العيص لم تحظ بوجود كلية فيها!!. أما الطالب عمر ظاهر الكشي طالب في الصف الثالث ثانوي في مدرسة السلطان محمود الغزنوي يقول “أنا على وشك التخرج لا أعرف انا وزملائي أين سوف يكون مصيرنا في التعليم الجامعي نظرا لعدم توفر كلية في العيص تخدمنا لمواصلة دراساتنا الجامعية”. أما الطالبة ه.م.ج تقول “أنا أحدى الطالبات المتخرجات من الثانوية الأولى بالعيص بقيت أنتظر بفارغ الصبر لافتتاح كلية بالعيص منذ سنين ولرفض أهلي الانتقال من العيص إلى إحدى المدن المجاورة لظروفنا المعيشية الصعبة وكذلك رفضهم أن ألتحق بإحدى الباصات التي تقطع يوميا مسافات تزيد عن 320 كيلو متراً ذهابا وإيابا خوفاً علي من خطورة الطريق والحوادث التي تحدث. المواطن مسعد ظوير السناني يقول “أملنا خيرًا عند افتتاح كلية للبنات في أملج و في الرغم انها تبعد عنا أكثر من مئة كيلو متر إلا أن المسئولين رفضوا قبول أي طالبه من العيص بحجة التبعية الإدارية لأن أملج تتبع منطقة تبوك والعيص تابعة للمدينة المنورة.