أرسل محمد علي الكشي برسالة إلى جريدة «المدينة» قال فيها: بالأمس القريب فجعنا بكارثة أليمة تعرضت لها بعض بناتنا في حائل، وتوفت على إثرها 13 طالبة بحادث وقع أثناء رجوعهن من الجامعة إلى قريتهن. واليوم حتى لا تتكرر الفاجعة ويقع الفأس بالرأس، وحتى لا نلقي باللوم على أنفسنا وعلى الآخرين يجب أن نعالج المشكلة من جذورها، فلو ألقينا النظرة على مدينة العيص التي تتبع المدينةالمنورة، ويسكنها عدد كبير من السكان، وتتبعها العديد من القرى والهجر ويوجد بها العديد من المدارس بمختلف المراحل، ولكن للأسف الشديد نجد أنها تفتقر إلى الكليات، حيث تخلو تمامًا من التعليم الجامعي، فيضطر الأهالي إلى الذهاب بأبنائهم وبناتهم إلى المدن المجاورة وهي المدينةالمنورة وتبعد 250 كلم، وينبع وتبعد 150 كلم، وأملج وتبعد 90 كلم، والعلا وتبعد 240 كلم. فمنهم من ينتقل إلى هذه المدن تاركًا منزله وبلده من أجل تعليم أبنائه، والأغلبيه الكبرى يترددون يوميًا بين هذه المدن والعيص، فنجد مثلاً الطالبات يداومن يوميًا من العيص إلى ينبع في باصات جماعية ويقطعن مسافات تقدر ب 300 كلم ذهابًا وإيابًا، يخرجن من منازلهن قبل صلاة الفجر ويرجعن بعد صلاة العصر ويعبرن طرق من أسوأ الطرق في المملكة والتي حصدت الكثير من الأرواح، فحينما تخرج الطالبة من منزلها يعيش أهلها بقلق لا يعلمه إلا الله لا يهنأ لهم نوم ولا أكل حتى ترجع في المساء. والبعض الآخر يداوم في كلية أملج بنفس المشاق والظروف. والبعض الآخر من الأهالي أكتفى ببقاء أبنائه في منزل من غير تعليم خوفًا عليهم من مشاق ومخاطر الطريق. فهذا نداء عاجل لمعالي مدير جامعة طيبة بالمدينةالمنورة بالتدخل السريع وفتح فروع للجامعة بالعيص حفاظًا على أرواح أبنائنا وبناتنا وتيسير سبل الراحة لهم.