أكثر من 300 طالبة في مركز العيص يدرسن في كليات ينبع، أملج، والعلا، ويقطعن مسافات طويلة في سبيل تلقي العلم، لكن أسرهن أصبحت تخشى عليهن مخاطر هذه الطرق، فيما تنتابهن مشاعر القلق والخوف عندما يتوجهن إلى السيارات التي تقلهن عند الثالثة قبيل فجر كل يوم في رحلة يعتبرنها محفوفة بالمخاطر.وناشد أولياء أمور الطالبات المسؤولين بافتتاح كلية للبنات في مدينتهم حيث بدأوا يفكرون في إثناء بناتهن عن إكمال الدراسة نظرا لهذه الهواجس التي تعتمل في أذهانهم. يقول المواطن سعد الجهني «تبدأ معاناة أولياء أمور الطالبات منتصف ليل كل يوم عندما يتأهبن للسفر لكلياتهن في المحافظات المجاورة، واضعين أيديهم على قلوبهم خوفاً على فلذات الأكباد من مخاطر الطرق التي لاتخفى على أحد اليوم»، ويضيف «كم فجعنا بحوادث مؤلمة راح ضحيتها طالبات ومعلمات أجبرتهن الحاجة للدوام لمسافات طويلة لاتطاق كما هو حال طالبات العيص اليوم، اللاتي يعانين أشد المعاناة عند خروجهن قبيل صلاة الفجر لكلياتهن بالمحافظات المجاورة ولا يعدن لمنازلهن إلا عقب صلاة المغرب منهكات من مشاق السفر». صالح الجهني قال أيضا «طالبنا جامعة طيبة منذ سنوات بافتتاح كلية لبناتنا في العيص، إلا أننا لم نجد ردا على مطالبنا حتى الآن، ومازلنا نعاني القلق والخوف على بناتنا بصفة يومية»، فيما يصف عبيد الجهني التحاق بنات العيص بالكليات في المحافظات الأخرى ب«المعاناة، إذ عندما تلتحق الطالبة بالجامعة تبدأ معها مأساة أسرة بأكملها، ويظل هناك خياران لاثالث لهما: إما رحيل الأسرة إلى حيث تدرس الابنة، أو الذهاب وسط مشاعر الخوف والقلق وكلاهما مر، وعندما ترحل الأسرة يبقى رب الأسرة بالقرب من عمله في العيص وأسرته في المحافظة التي التحقت ابنته بالدراسة بها، ما أثقل كاهل الكثيرين مادياً ومعنوياً»، وختم بمطالبته للمسؤولين بحل مشكلة طالبات العيص في الدراسة الجامعية. وتروي الطالبات قصصا مأساوية يشهدنها كل يوم على الطرقات المؤدية إلى حيث يدرسن، وتقول الطالبة (ن.م)، إن طالبات العيص موزعات بين ثلاث محافظات وكليات مختلفة في ينبع والعلا وأملج، وكل محافظة تبعد عن العيص بما لايقل عن 170 كلم، وتقطع الطالبات أكثر من 300 كلم يوميا في الذهاب والعودة» حتى تحولت الباصات إلى مايشبه المطاعم نتناول فيها وجبتي الإفطار والغداء أثناء الطريق». وتروي طالبة أخرى مايحدث على الطرقات من خطر الشاحنات التي تتربص بهن هذه الشاحنات سبق وأن تسببت في مصرع وإصابة عدد من المعلمات على الطريق بسبب تهور السائقين والازدحام . سألت«عكاظ» الدكتور عيسى القايدي المتحدث الرسمي لجامعة طيبة في المدينةالمنورة، عن حل هذه المشكلة، حيث أفاد بأن مجلس جامعة طيبة وافق على إنشاء كلية جامعية في مركز العيص، واستطرد مؤكدا «رفع المجلس موافقته والتوصيات لمجلس التعليم العالي، وتنتظر الجامعة الموافقة من التعليم العالي للبدء في البحث عن موقع للجامعة أو مبنى ليكون مقرا للكلية الجامعية في العيص»، وأوضح «جامعة طيبة حريصة على راحة الطالبات في العيص، وتعمل على إنهاء معاناتهن وتكبدهن مشاق السفر والانتقال للمحافظات الأخرى لتلقي التعليم الجامعي».