أظهر 600 كوماندوز سعودي وفرنسي مهارات تكتيكية وقتالية عالية أبهرت العالم في تمرين «نمر 2» مدعومين ب 15 طائرة عمودية ومعدات وآليات حديثة، وذلك في القاعدة الجوية الفرنسية بسولينزارا في جزيرة كورسيكا . ووقف على هذا التمرين كل من رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن حسين القبيل، رئيس هيئة الأركان الفرنسي الأدميرال أدوارد غيو، قائد القوات البرية السعودية صاحب السمو الملكي الفريق الركن خالد بن بندر بن عبدالعزيز، وقائد وحدات المظليين والقوات الخاصة بالقوات البرية المشرف العام على تمرين «نمر 2» صاحب السمو الملكي اللواء الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز، رئيس أركان القوات البرية الفرنسية الفريق أول برتراند راكت مدو، قائد القوات الخاصة الفرنسية اللواء كرستوف غومار وعدد من كبار الضباط السعوديين والفرنسيين. وأكد رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن حسين القبيل أن العلاقات العسكرية السعودية الفرنسية متميزة في مجالات عدة سواء في شراء الأسلحة أو التدريب أو في إرسال الجنود للمعاهد الفرنسية. وأكد القبيل أن هذه التمارين المشتركة بين القوات السعودية ونظيرتها الفرنسية هي امتداد للتمارين التي تجريها المملكة مع جيش محترف، ولا تقتصر فقط على القوات الخاصة، بل سبق أن أجريت تمارين مماثلة لوحدات أخرى مع الجيش الفرنسي. وأشار إلى استمرارية تنفيذ مثل هذه التمارين ضمن استراتيجية عامة للقوات المسلحة السعودية، والتي سبق أن نفذت مع جيوش دول عديدة في العالم كباكستان وفرنسا وأمريكا لاكتساب المزيد من المهارات لقواتنا المسلحة، لافتاً إلى أن نائب وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان كلفه بحضور جانب من فعاليات تمرين (نمر2) معرباً عن سعادته بمستوى المهارات المميزة لقوات البلدين التي شاهدها خلال التمرين وما تخللها من عمليات إنزال واقتحام لبعض الأهداف. من جانبه أكد رئيس هيئة الأركان الفرنسي الأدميرال أدوارد غيو على قوة ومتانة العلاقات العسكرية بين المملكة وجمهورية فرنسا، مؤكدا أنها علاقات عريقة ووثيقة إضافة إلى مستوى التعاون العسكري المميز الذي بين البلدين الصديقين. وأوضح الأدميرال غيو أن هذه التمارين تهدف لتبادل الخبرات بين البلدين، مبدياً سعادته باستضافة بلاده للقوات السعودية واختيار المملكة فرنسا لتنفيذ هذا التمرين لاسيما في ظل صعوبة إرسال هذا العدد الكبير من العسكريين من المملكة إلى مقر التمرين الذي يشهد لأول مرة هذا الانتشار الكبير من القوات المتحالفة. وأعرب رئيس هيئة الأركان الفرنسي عن ارتياحه البالغ للمهارات الكبيرة التي أظهرتها القوات السعودية والفرنسية في التمرين وقدرة القوتين على التضافر والتعاون مع بعض، مشدداً على ضرورة التأهب لمواجهة الحرب أو خوضها عند الضرورة وأن يبقوا مستعدين لذلك ومستمرين في تطوير قدراتهم العسكرية. 30 عاماً للتعاون المشترك من جهته أكد قائد وحدات المظليين والقوات الخاصة السعودية اللواء الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز، أن منظومة التعاون العسكري المشترك بين أصدقاء وشركاء السعودية العسكريين انطلق منذ 30 عاما، مشيراً إلى أن هذه الصداقة جسدت حالة من التواصل البناء والثقة المتبادلة بين الجانبين السعودي والفرنسي ومنها مسيرة القوات الخاصة للبلدين القويين والتي انطلقت قبل ثماني سنوات. وقال «إن قواتنا المسلحة جاءت إلى فرنسا الصديقة بهدف رفع قدراتها وتبادل الخبرات بينها وبين أصدقائها الذين لديهم الهدف ذاته». وأكد سموه حساسية المهام التي تسند لهذه القوات مشدداً على الدور الاستراتيجي الذي تضطلع به القوات الخاصة في الميادين وما يتطلبه من قدرات استثنائية وجاهزية قائمة على التدريب المتواصل والتطوير المستمر، مضيفا أن هذا التمرين هو ثمرة حرص حكومتي البلدين الصديقين على تحقيق أعلى درجات الاستفادة في مجالات التعاون. من جانب آخر أوضح قائد القوات الخاصة الفرنسية اللواء كرستوف غومار أن تمرين «نمر2» يأتي بعد تمرين «نمر1» الذي نفذ في المملكة في مارس 2011م وأن تمرين «نمر2» هو تمرين استثنائي يتضمن مشاركة 300 عنصر من القوات الخاصة الفرنسية و300 عنصر من القوات الخاصة السعودية، إضافة إلى 15 طائرة عمودية وطائرات نقل وهجوم، مشيراً إلى أن هذه أول مرة ينفذ فيها هذا التمرين في فرنسا على جزيرة كورسيكا حيث التضاريس الوعرة جداً والتي تخضع الرجال والمعدات لظروف صعبة، مضيفا أن خلال ال10 الأيام المقبلة سيكون هذا التمرين مهما جدا للجانبين السعودي والفرنسي. وشمل العرض العسكري المشترك ضمن فعاليات تمرين«نمر2» عرضاً عسكرياً متحركاً، عرضاً لعمليات القوات المحمولة جوا للبلدين، إضافة لعرض للقتال الجوي والعمليات الخاصة وعملية اقتحام المباني وعروض للآليات والوحدات المشاركة للبلدين . وجسدت العروض مهارات القوات الخاصة السعودية والفرنسية والوحدات التي ساندتها من القوات الجوية والطيران العمودي للقوات البرية، إضافة إلى عمليات قفز وانتشار لمجموعات سعودية وفرنسية من الكوماندوز في فرضية شاركت فيها الطائرات وشهدت عدداً من العمليات والمهام القتالية والتكتيكية والتي نفذتها قوتا البلدين بنجاح، حيث تمت عملية الاقتحام وتحرير الرهائن والقبض على العناصر المعادية بسرعة وتميز أكد على مستوى التعاون والانسجام الذي وصلت إليه القوات الخاصة في البلدين. تقليد وسام القائد الأعلى قلد رئيس الأركان الفرنسي، رئيس هيئة الأركان العامة السعودي خلال زيارته لفرنسا وسام القائد الذي يعد أعلى وسام عسكري في فرنسا، وأكد رئيس الأركان العامة السعودي أن هذا التقليد والوسام الرفيع هو تقليد ثقة ومحبة، يعبر عن العلاقات بين البلدين الصديقين.