نيابة عن نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، رعى رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن حسين القبيل، مناورات مشتركة بين القوات الخاصة بالقوات البرية السعودية والقوات الخاصة المشتركة الفرنسية في قاعدة سولينزار في جزيرة كورسيكا الفرنسية التي بدأت أول من أمس (الإثنين). وأقيم بهذه المناسبة عرض للوحدات المشاركة من الجانبين، كما أقيمت حفلة خطابية، إذ ألقى قائد الوحدات الخاصة الفرنسية اللواء كرستوف غومار كلمة، قال فيها إن تمرين «نمر2» يأتي بعد تمرين «نمر1»، الذي نفذ في المملكة في آذار (مارس) 2011، وإن تمرين «نمر2» هو تمرين استثنائي ينفذ للمرة الأولى في فرنسا على جزيرة كورسيكا، حيث التضاريس الوعرة، التي تسمح بتدريب صعب، وتخضع الرجال والمعدات لظروف صعبة. مضيفاً أنه خلال ال10 الأيام المقبلة سيكون هذا التمرين مهماً جداً للجانبين السعودي والفرنسي. وأكد قائد وحدات المظليين والقوات الخاصة السعودية المشرف العام على التمرين الأمير اللواء ركن فهد بن تركي في كلمة له، أن «منظومة التعاون العسكري المشترك بين أصدقاء وشركاء المملكة العسكريين انطلقت منذ 30 عاماً»، مشيراً إلى أن هذه الصداقة جسّدت حالاً من التواصل البناء والثقة المتبادلة بين الجانبين السعودي والفرنسي، ومنها مسيرة القوات الخاصة للبلدين التي انطلقت قبل ثماني سنوات. مشدداً على الدور الاستراتيجي الذي تضطلع به القوات الخاصة في الميادين، وما يتطلبه من قدرات استثنائية وجاهزية قائمة على التدريب المتواصل والتطوير المستمر، وأضاف: «أن التمرين هو ثمرة حرص حكومتي البلدين على تحقيق أعلى درجات الاستفادة في مجالات التعاون». بعد ذلك، بدأت الوحدات المشاركة من الجانبين في الإنزال المظلي، ومن ثم بدأ رجال القوات الخاصة بتنفيذ عدد من المهارات القتالية لتحرير الرهائن المحتجزين، من خلال خطة تم إعدادها من الوحدات المشاركة. فيما ألقى رئيس هيئة الأركان الفرنسية كلمة، نوه فيها بقوة ومتانة العلاقات العسكرية بين السعودية وفرنسا، وأوضح أن هذه التمارين سمحت لهذه القوات بالعمل جنباً إلى جنب لتبادل الخبرات بينهما، مبدياً سعادته لاستضافه بلاده للقوات السعودية، ولاختيار المملكة لهم لتنفيذ هذا التمرين، لاسيما في ظل صعوبة إرسال هذا العدد الكبير من العسكريين السعوديين إلى مقر التمرين الذي يشهد للمرة الأولى هذا الانتشار الكبير من القوات المتحالفة. مشدداً على ضرورة التأهب لمواجهة الحرب أو خوضها عند الضرورة، وأن يبقوا مستعدين لذلك، ومستمرين في تطوير قدراتهم العسكرية. إلى ذلك، ألقى رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن حسين القبيل كلمة، شكر فيها الجانب الفرنسي، وأكد أن العلاقات العسكرية السعودية - الفرنسية علاقات مميزة في مجالات عدة، سواء في شراء الأسلحة أو التدريب أو في إرسال الجنود للمعاهد الفرنسية.وقال إنهم سيستمرون في تنفيذها ضمن استراتيجية عامة للقوات المسلحة السعودية، التي سبق أن اشتركت في تمارين مع جيوش دول عدة في العالم كباكستان وفرنسا وأميركا ودول أخرى لاكتساب المزيد من المهارات لقواتنا المسلحة، مفيداً بأن نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز كلّفه بحضور فعاليات تمرين «نمر2»، معرباً عن سعادته بمستوى المهارات المميزة لقوات البلدين التي شاهدها خلال التمرين، وما تخللها من عمليات إنزال واقتحام لبعض الأهداف. ثم قام رئيس الأركان العامة للجيش الفرنسي بتقليد الفريق أول ركن حسين القبيل «وسام القائد»، وعبّر القبيل عن شكره على هذا التكريم الذي عدّه تكريماً للمملكة.