فرنسا - عوض مانع القحطاني / تصوير - قاسم القرني - زيد الكلثم - زايد المطيري: أكد رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن حسين القبيل أن العلاقات العسكرية السعودية الفرنسية علاقات متميزة في مجالات عدة سواء في شراء الأسلحة أو التدريب أو في إرسال الجنود للمعاهد الفرنسية. وأوضح «القبيل» في كلمة ألقاها على المشاركين السعوديين والفرنسيين المشاركين في تمارين (نمر2) الذي تنفذه حالياً قوات البلدين الصديقين في جزيرة كورسيكا الفرنسية أن هذه التمارين المشتركة التي تجريها القوات السعودية ونظيرتها الفرنسية هي امتداد للتمارين التي تجريها السعودية مع جيش محترف ولا تقتصر فقط على القوات الخاصة بل سبق أن أجريت تمارين مماثلة لوحدات أخرى مع الجيش الفرنسي. ولفت معالي رئيس هيئة الأركان العامة إلى أنهم سيستمرون في تنفيذ مثل هذه التمارين ضمن استراتيجية عامة للقوات المسلحة السعودية والتي سبق أن تمت مع جيوش دول عديدة في العالم كباكستان وفرنسا وأمريكا لاكتساب المزيد من المهارات لقواتنا المسلحة، مشيراً في كلمته إلى أن سمو نائب وزير الدفاع كلفه بحضور جانب من فعاليات تمرين (نمر2) معرباً عن سعادته بمستوى المهارات المميزة لقوات البلدين التي شاهدها خلال التمرين وما تخللها من عمليات إنزال واقتحام لبعض الأهداف. بدوره شدد رئيس هيئة الأركان الفرنسي الأدميرال أدوارد غيو على قوة ومتانة العلاقات العسكرية بين جمهورية فرنسا والسعودية مؤكداً أنها علاقات عريقة ووثيقة إضافة إلى مستوى التعاون العسكري المميز الذي بين البلدين الصديقين. وأوضح الأدميرال غيو في كلمة مماثلة ألقاها على الجنود المشاركين في تمارين (نمر2) أن هذه التمارين سمحت لهذه القوات بالعمل جنباً إلى جنب لتبادل الخبرات بينهما، مبدياً سعادته لاستضافة بلاده لقوات البلد الصديق السعودية ولاختيار السعودية لهم لتنفيذ هذا التمرين لا سيما في ظل صعوبة إرسال هذا العدد الكبير من العسكريين من المملكة إلى مقر التمرين الذي يشهد لأول مرة هذا الانتشار الكبير من القوات المتحالفة.وأعرب رئيس هيئة الأركان الفرنسي عن ارتياحه البالغ المهارات الكبيرة التي أظهرتها القوات السعودية والفرنسية في التمرين وقدرة القوتين على التظافر والتعاون مع بعض، مشدداً على ضرورة التأهب لمواجهة الحرب أو خوضها عند الضرورة وأن يبقوا مستعدين لذلك ومستمرين في تطوير قدراتهم العسكرية. (كلمة قائد وحدات المظليين والقوات الخاصة) من جهته أكد قائد وحدات المظليين والقوات الخاصة السعودية اللواء الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز أن منظومة التعاون العسكري المشترك بين أصدقاء وشركاء السعودية العسكريين انطلق منذ ثلاثين عاماً مشيراً إلى أن هذه الصداقة جسدت حالة من التواصل البناء والثقة المتبادلة بين الجانبين السعودي والفرنسي ومنها مسيرة القوات الخاصة للبلدين القويين والتي انطلقت قبل ثماني سنوات. وأشار اللواء الركن فهد بن تركي في كلمة ألقاها خلال عرض عملي للوحدات المشاركة في تمرين (نمر2) إلى أن قواتنا المسلحة جاءت إلى فرنسا الصديقة بهدف رفع قدراتها وتبادل الخبرات بينها وبين أصدقائها الذين لديهم الهدف ذاته. وأكد سموه حساسية المهام التي تسند لهذه القوات مشدداً على الدور الإستراتيجي الذي تضطلع به القوات الخاصة في الميادين وما يتطلبه من قدرات استثنائية وجاهزية قائمة على التدريب المتواصل والتطوير المستمر موضحا أن أحد الادلة على ذلك تمرين (نمر2) المختلط والمشترك والذي يعتبر امتداداً لتمرين (نمر1) الذي نفذ بالمنطقة الشمالية الغربية في المملكة. وأضاف سموه أن هذا التمرين هو ثمرة حرص حكومتي البلدين الصديقين على تحقيق أعلى درجات الاستفادة في مجالات التعاون. كلمة قائد القوات الخاصة الفرنسية من جانبه أوضح قائد القوات الخاصة الفرنسية اللواء كرستوف غومار أن تمرين «نمر2» يأتي بعد تمرين «نمر1» الذي نفذ في المملكة في مارس 2011م وأن تمرين «نمر2» هو تمرين استثنائي حيث يتضمن مشاركة 300 عنصر من القوات الخاصة الفرنسية و300 عنصر من القوات الخاصة السعودية إضافة إلى ذلك 15 طائرة عمودية وأيضاً طائرات نقل وهجوم وكل هذه القوات الخاصة بعيدة عن قواعدها الأصلية وهذا أول مرة ينفذ فيها هذا التمرين في فرنسا على جزيرة كورسيكا حيث التضاريس الوعرة جدا التي تسمح بتدريب صعب وتخضع الرجال والمعدات لظروف صعبة, مضيفا أن خلال ال10 الأيام القادمة سوف يكون هذا التمرين هام جداً للجانبين السعودي والفرنسي. العرض العسكري المشترك وكان معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن حسين القبيل ورئيس هيئة الأركان الفرنسي الأدميرال ادوارد غيو وبحضور قائد القوات البرية السعودية صاحب السمو الملكي الفريق الركن خالد بن بندر بن عبدالعزيز وقائد وحدات المظليين والقوات الخاصة السعودية اللواء الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز، ورئيس أركان القوات البرية الفرنسية الفريق أول برتراند راكت مدو، وقائد القوات الخاصة الفرنسية اللواء كرستوف غومار وعدد من كبار الضباط السعوديين والفرنسيين، قد شهدوا (العرض العسكري المتحرك) ضمن فعاليات تمرين (نمر2) في القاعدة الجوية الفرنسية بسولينزارا الذي تضمن عرضاً لعمليات القوات المحمولة جوا للبلدين إضافة إلى عرض للقتال الجوي والعمليات الخاصة وعروض للآليات والوحدات المشاركة للبلدين. وجسدت العروض التي تمت مهارات القوات الخاصة السعودية والفرنسية والوحدات التي ساندتها من القوات الجوية والطيران العمودي للقوات البرية إضافة إلى عمليات قفز وانتشار لمجموعات سعودية وفرنسية من الكومندوز في فرضية شاركت فيها الطائرات وشهدت عدداً من العمليات والمهام القتالية والتكتيكية التي نفذتها قوتي البلدين بنجاح حيث تمت عملية الاقتحام وتحرير الرهائن والقبض على العناصر المعادية بسرعة وتميز أكد على مستوى التعاون والانسجام الذي وصلت إليه القوات الخاصة في البلدين. لقاء قائد القوات البرية من جهة أخرى التقى صاحب السمو الملكي الفريق الركن خالد بن بندر بن عبدالعزيز قائد القوات البرية الملكية السعودية بنظيرة الفرنسي الجنرال برتراند داكت مدو في موقع التمرين المختلط التي تنفذه القوات الخاصة التابعة للقوات البرية بالاشتراك مع القوات الخاصة الفرنسية في جزيرة كورسيكا الفرنسية، وتحدث الطرفان عن عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وأكد كلاهما حرصهما على تطور العلاقات العسكرة بين البلدين الصديقين، وفي نهاية اللقاء تبادل الطرفان الهدايا التذكارية. المؤتمر الصحافي أكد رئيس هيئة الأركان العامة الفريق حسين بن عبدالله القبيل ومعالي رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الفرنسي بأن مستوى التعاون العسكري بين البلدين في تنامي مستمر في كافة المجالات خصوصا مجالات التمارين والتدريبات، وقالا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد نهاية العرض التكتيكي بين القوات الخاصة البرية السعودية والقوات الخاصة الفرنسية بأن البلدين تربطهم علاقات قوية ومصالح مشتركة. وأكد رئيس هيئة الأركان الفرنسية خلال إجابته على سؤال حول علاقات فرنسا مع الدول العربية بأنها شأن دبلوماسي، ولكن الواقع بأنه منذ 45 عاما والعلاقات لم يطرأ عليها أي تغير مع الدول الصديقة في البلدان العربية. وحول سؤال هل هذا التمرين هو استعداد لصد أي عدوان على المملكة، قال الفريق أول القبيل هذه التمارين وغيرها ليست إلا استعدادا لأي أمر طارئ للتصدي لأي عدوان لا سمح الله، ونحن على تعاون مع الجيش الفرنسي لأنه جيش عسكري محترف، ونتبادل الخبرات معه في مجال القوات الخاصة البحرية والجوية. وحول سؤال عن المباحثات التي تمت مع رئيس هيئة الأركان السعودية مع نظيره الفرنسي خلال الزيارة حول عملية تسليح المملكة بالأسلحة الفرنسية، نفى رئيس الأركان السعودي بأنه لم يتم بحث مثل هذه المواضيع، وإنما اشتملت المباحثات حول التمرين وأهميته بين البلدين. وحول سؤال عن مستوى القوات السعودية الخاصة، أجاب الفريق أول القبيل بأن القوات الخاصة محترفة، ولها خبرة وتطبيق التمارين مع كثير من الجيوش من ضمنها الجيش الفرنسي، كما حاربت هذه القوات الخاصة السعودية على الحد الجنوبي منذ عامين واكتسبت احترافية وجهزت بالعديد من المعدات والأجهزة التي مكنتها أي عمليات تسند إليها. وحول سؤال عن توسيع العمليات المشتركة مع جيوش أخرى، أجاب رئيس هيئة الأركان السعودي، نحن نتدرب مع الجيش الفرنسي والأميركي والبريطاني وكل الجيوش في العالم نشترك معهم، ونكسب مهارات قتالية، لأن كل بلد له تجاربه وأساليبه في إدارات العمليات الخاصة، ولا شك بأن هذا التمازج مع الجيوش العالمية تزيدهم خبرات قوية ومهارات متبادلة، ومن خلال هذا التعاون نكسب قواتنا خبرة ونُكسب الآخرين خبرة أيضاً، لأن القوات المسلحة السعودية لديها مهارات قتالية عالية، ولن تجارينا في تحرير الكويت وعمليات تحرير الحد الجنوبي في المملكة، ودخلنا مع دول كثيرة في تمارين وعمليات عسكرية، ولذلك لدينا خبرتنا العسكرية كما رأيتم وشاهدتهم القوات الخاصة تؤدي دوراً مهما ويسيرون بنفس المسار مع الجانب الفرنسي. وقال رئيس هيئة الأركان الفرنسي إن القوات الخاصة الفرنسية تؤدي دورها وعليها مسؤولية ونقوم بالانتشار في أي مكان في العالم عند ما نحتاج إليها حسب توجيهات السلطة السياسية، ونحن نتعاون مع الدول الصديقة ونعتمد عليها في أماكن معينة بحكم معرفتها وخبرتها.