أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة «أن في هذا البلد الخير الكثير، ولو صرفت الزكوات على مصارفها الطبيعية، لا سيما في مثل هذه المشاريع الإنسانية، لما بقي في بلدنا فقير واحد». وقال عقب تدشين مشروع خير مكة في قصره بجدة البارحة «إن أعمال الخير في هذا البلد كثيرة، وهي عظيمة الأجر في مثل هذا الشهر الكريم، لا سيما في مثل هذه المشاريع والخدمات والأنشطة الإنسانية التي يعتز بها الوطن». وأكد أن مشروع (خير مكة) وقف إسلامي إنساني خيري، يشرف كل من يساهم فيه، وثمن سموه الدعوة التي وجهها له صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان لإطلاق هذا المشروع، منوها بجهوده في العمل الخيري والإنساني. وزاد «أتشرف بتدشين هذا المشروع العظيم في مضمونه وشكله، وأدعو للمساهمة في مثل هذه المشاريع، وعلى جميع من يشعر بحاجة إخواننا المحتاجين ألا يتأخر بالمساهمة والمشاركة في مثل هذه المشاريع التي تعود بالنفع والاستمرارية، وأن يحصل ثوابه لكل المساهمين فيه»، مضيفا هذا النوع من المشاريع يعتبر وقفا ويكتسب الصفة الدائمة وهو ليس وقتيا، وإذا ما استثمرنا العقل والإرادة وحسن الإدارة فإننا سنصل إلى الصدارة. ومضى سموه يقول «إن هذه المشاريع دليل على تحضر الفكر الإسلامي في الأوقاف والزكوات، وكما هو مذكور في الأدبيات الإسلامية لو توجهنا إلى الأوقاف والزكوات لما بقي في العالم الإسلامي فقير أو محتاج، ونحن في المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أصحاب مثل هذه المبادرات الناهضة والمشاريع الشجاعة». وكان سموه قد أطلق مشروع خير مكة بحضور الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين، أعضاء مجلس إدارة الجمعية وعدد من المسؤولين وأعيان المنطقة والمهتمين والداعمين للنشاطات الخيرية. ويعتبر مشروع خير مكة ضمن منظومة المشاريع الاستثمارية والوقفية، التي أطلقتها الجمعية خلال السنوات الأخيرة، ويعد أكبرها والأول في كيفية تمويله، حيث اعتمدت الجمعية آلية طرحه للاكتتاب العام للداعمين من فاعلي الخير، كما يندرج في استراتيجية الجمعية الهادفة لتوفير الروافد المالية لميزانيات تشغيل مراكزها في مختلف مناطق المملكة، لضمان استمراريتها في تقديم خدماتها المتخصصة والمجانية للفئات التي ترعاها من الأطفال المعوقين. واطلع سمو أمير منطقة مكةالمكرمة على تفاصيل المرحلة الأولى للمشروع وهي عبارة عن ستة مبانٍ سكنية في حي النسيم بمكةالمكرمة ستخصص للاستثمار، روعي فيها الأخذ بأحدث المعايير التصميمية والإنشائية، مرونة الحركة والسلامة والجودة التنفيذية العالية، التي تعطي لكل مبنى خصوصية ومرونة في الصيانة والنظافة وراحة المستفيدين من مكوناته. وثمن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين رعاية أمير المنطقة لهذه المناسبة، وقال «إن الأمير خالد الفيصل يتوج اهتمامه ومساندته للجمعية ومشاريعها بتدشين مشروع خير مكة، ويشرفني بالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن مجلس الإدارة والأطفال المعوقين وأسرهم أن أرفع أسمى آيات التقدير والعرفان لسموه على ما يوليه من رعاية للجمعية ومساهمة في أوقافها». وأضاف اعتمدت الجمعية آلية طرح المشروع للاكتتاب العام للداعمين من فاعلي الخير، حيث تتاح الفرصة لامتلاك أسهم خيرية مسجلة وموثقة في بادرة غير مسبوقة تساهم في فتح آفاق لشرائح واسعة من أبناء الوطن ومؤسساته وشركاته للإسهام في بلورة هذا المشروع في أم القرى، وسوف يمنح المساهمون وثائق ملكيتهم لأسهم المشروع، كما سيتم توثيق أسماء المساهمين بأكثر من ألف سهم في لوحة شرف دائمة على مباني المشروع.. من جهته، عبر وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس مجلس الأوقاف الأعلى، رئيس لجنة الوقف في جمعية الأطفال المعوقين الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، عن تفاؤله بالنتائج الإيجابية للمشروع، وبين أنه من أكبر المشاريع الاستثمارية الخيرية التي تقوم بها الجمعية عبر تأريخها. وأوضح أنه بعد موافقة مجلس الإدارة ولجنتي الأوقاف والاستثمار بجمعية الأطفال المعوقين بدأ الإعداد لتنفيذ المشروع على جزء من أرض الجمعية الواقعة بحي النسيم طريق الهدا بمكةالمكرمة، وأقرت اللجنتان الهندسية والاستثمارية بالجمعية التصميم الأولي للمشروع وجاري العمل مع الأمانة لاستصدار الترخيص النهائي للمباني، وتم اعتماد آلية تمويل المشروع من خلال طرحه كأسهم خيرية للاكتتاب لفاعلي الخير في المملكة. وطالب آل الشيخ بمضاعفة الجهود الرامية إلى زيادة مساهمة الوقف في الحاجات الضرورية للناس، واستثمار الأموال والأصول الوقفية لزيادة عدد المستفيدين من عوائدها، وقال «إن أهمية الوقف تبرز من عدة وجوه: الأول عموم نفعه واتساع دائرة أثره، والثاني: جريان نفعه وعدم انقطاعه، مضيفاً أن الإنسان إذا أوقف بعض ماله فإنه يشعر بطمأنينة وراحة نفسية كبيرة.