هل أصبحت الشوارع الرئيسية بمدينة جدة متحفا مفتوحا للمتسولين والباعة المتجولين ؟! وأين هي الجهات الحكومية المختصة لكي تخلص عروس البحر الأحمر من هذه الظاهرة التي أصبحت تشوه شوارعها الرئيسية ؟!، وللأسف أننا نقرأ كثيرا بالصحف عن حملات إدارة الجوازات وتقارير مكتب مكافحة التسول؛ إلا أن واقع الحال يخالف مانشاهده يوميا، وأصبحت أعداد المتسولين والمتسولات مع أطفالهن والباعة المتجولين في ازدياد غير طبيعي وبشكل يهدد السلامة المرورية عند الإشارات الضوئية، فالباعة المتجولون أصبحوا يبيعون بضاعتهم ابتداء من المياه المعدنية مرورا بالورود إلى اكسسوارات السيارات في مظهر غير حضاري، والمتسولون والمتسولات أصبحوا يشكلون مضايقات لركاب السيارات في الإشارات المرورية؛ وفي الكثير من الأحوال يقومون بطرق نوافذ السيارات، ومن الملاحظ أن المتسولات من بعض البلدان في أفريقيا يقمن باقتسام اتجاهات الشوارع الرئيسة بالإشارات المرورية؛ مما يدل على اتفاق بينهن على شغل المواقع وربما يقمن باقتسام (الغلة) بعد انتهائهن من تجميع حصيلة مايحصلن عليه من مبالغ يوميا ، وقبل شهور حكت لي إحدى الإعلاميات عن تحقيق صحفي قامت به لمجلتها بأن تقمصت دور متسولة لمدة خمسة أيام لمعرفة مايقوم به مكتب مكافحة التسول؛ وقد بلغت حصيلة ماجمعته خلال هذه الأيام مبلغ سبعة الآف ريال، ونحن نعلم أنه ليس من السهل القضاء على هذه الظاهرة لأن ذلك يتطلب مجهودات وتكاتف عدة جهات حكومية مثل إمارة المنطقة ومحافظة جدة والجوازات ومكتب مكافحة التسول وأمانة جدة والدوريات الأمنية لمراقبة مواقع الإشارات الضوئية بالشوارع الرئيسية حفاظا على المظهر الحضاري لعروس البحر الأحمر، وأخيرا يجب أن لا نغفل أننا كمواطنين ومقيمين نساهم في انتشار هذه الظاهرة وذلك بشرائنا من الباعة المتجولين ومساعدة المتسولين والمتسولات؛ رغم كل تحذيرات الجهات الحكومية المختصة، وكلنا أمل في إمارة منطقة مكةالمكرمة في أن تتخذ الإجراءات العاجلة للقضاء على ظاهرة تؤدي إلى تشويه المظهر الحضاري لمدينة جدة وتعرض الباعة المتجولين والمتسولين والمتسولات لخطر الدهس عند وقوفهم على المسارات الخاصة بمرور السيارات. [email protected]