قرأت بصحيفة المدينة مؤخرا خبرا عن قيام شركة العزيزية بندة بتسليم جمعية الأطفال المعوقين شيكا بمبلغ ستة ملايين وثلاثمائة وخمسين ألف ريال، وهذا المبلغ هو حصيلة حملة (دع الباقي) والتي تبنتها الشركة المذكورة عام 2011م، من خلال مراكزها المنتشرة بمناطق المملكة، وقد حضر مراسم تسليم الشيك للجمعية الدكتور هاشم عبده هاشم عضو مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، وسوف تقوم الجمعية بالمساهمة في مشروع وقف خيري تقيمه بمدينة مكةالمكرمة وتوجه عوائده التشغيلية لدعم نفقات تشغيل مراكز الجمعية وما تقدمه من برامج رعاية مجانية لنحو 3300 طفل سنويا، وفي الحقيقة سررت جدا بهذا الخبر والذي إن دل على شيء فهو يدل على الترابط الإنساني الذي ينعم به مجتمعنا، وفي اعتقادي إن المؤسسات والشركات الكبرى بالمملكة بإمكانها أن تقوم بمبادرات وبرامج مماثلة لخدمة المجتمع لكي تدعم الجمعيات الخيرية المختلفة والتي تقدم خدمات ومعونات لدور الرعاية وأمراض السرطان والفشل الكلوي والتوحد وغيرها من جمعيات تقوم بتقديم واجب إنساني هام بجميع مناطق المملكة يساهم في تخفيف معاناة من هم بحاجة إلى هذه الخدمات والرعاية، ومما لا شك فيه إن هناك تقصيرا ملحوظا من بعض الشركات الكبرى في القطاع الخاص لدعم وتمويل برامج خدمة المجتمع، ولكن مما يدعو إالى التفاؤل أن هناك شركات وإن كانت معدودة قد قامت بتأسيس إدارات خاصة بخدمة المجتمع وتقوم بتخصيص جزء من أرباحها لإقامة برامج وفعاليات يخصص مردودها لدعم الجمعيات الخيرية والتي تقدم خدمات إنسانية جليلة، وفكرة المساهمة في مشاريع الأوقاف الخيرية والتي قامت بها جمعية الأطفال المعوقين، فكرة رائعة تضمن بحول الله توفر دخل سنوي ثابت لأية جمعية خيرية مما سيحقق مستقبلا توسيع قاعدة المستفيدين من هذه الخدمات، وكلنا أمل في رجال الأعمال بوطننا الغالي أن لا تقل مساهماتهم في الأعمال الخيرية عن ما تقدمه الدولة لهذه الجمعيات. فاصلة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).