هذه الإيمانيات .. ومشاهد التوحيد والدعاء والانطراح بين يدي الله - عز وجل - التي بتنا نسافر إليها في حال إخواننا المسلمين في أطراف الجسد الواحد .. أطراف أصيبت في دينها وعقيدتها واستقرارها وأمنها وأمانها .. فهم يصبحون ويمسون على الظلم والتعدي والجبروت واغتصاب الحقوق والمحرمات ويطوون الجوع والخوف والمسغبة والثكل واليتم الغربة. أولئك اللذين قد غيبوا خلف جدار الظلم والطغيان والإلحاد، فلم نكن نسمع ونشاهد هذه الإيمانيات ومشاهد الالتجاء والفرار إلى الله - عز وجل - تحملها عقيدة إسلامية سامية .. ما كان ظهورها إلا على ثوابت وأسس من محنة رأوا فيها المنحة. تلك المشاهد والتجليات يحتاج إليها المسلمون جميعا بقوة .. نعم وهم يرفلون في النعماء لابد أن يسمعوا الله شكرهم وحمدهم وتسبيحهم وتكبيرهم له جل في علاه لابد أن يرى الله منهم انطراحا والحاحا في الدعاء وإقبالا على تحقيق التوحيد الحق في حياتهم في حالة الرخاء فرسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم يوصينا بأن نتعرف إلى الله في الرخاء كي يعرفنا في الشدة. وأي شدة أشد علينا من أن نرى إخوانا لنا مكلومين معذبين يقتلون ويذبحون .... إننا نحتاج إلى تلك الايمانيات سلاحا وذخيرة وعتادا يقينا بإذن الله من الويلات والنكبات ويحصن كل الثغور بقوة .. نصركم الله وثبت أقدامكم أيها الليبيون فكم من أعين ذرفت وهي تشاهد تجمعات صلواتكم وخاصة (يوم الجمعة) وتعاين الصور التي تعكس التصورات العقائدية التي أحالت المحنة التي تمرون بها إلى منحة فالله يعلم وأنتم لا تعلمون. إن من وسائل الثبات على دين الله وخاصة في زمن الفتن التمسك بكتاب الله العزيز وتمثل قصصه وأخباره سلوة للنفس وتثبيتا لها .. والعودة إلى ما كان عليه رسولنا الكريم مع أصحابه في حالات السلم والحرب. هذا ما كانت عليه خطبة الجمعة في بنغازي وهذا ما يجب عليه أن تكون خطب الجمعة مشكاة حروفها كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح من الأمة وقبس معانيها ورؤاها عقيدة هذا الدين والذود عن حياضها وقضايا أمة الإسلام وما يهم المسلم في حياته ويأخذ به إلى الجادة. [email protected]