• قبل سنتين انفصلت عن زوجي بعد زواج أثمر عن طفلة واحدة هي الآن في السادسة من عمرها، ومنذ طلاقي قررت التفرغ لتربية طفلتي والزهد عن الرجال، وعلى الرغم من أن والدها قد سمح لها بالبقاء معي خاصة مع ارتباطه من امرأة أخرى، بدا يلوح لكل من يتصل به أو يلتقيه أنه ينتظر فقط بلوغ طفلتنا السابعة من عمرها ويأخذها عنده لبلوغها السن التي يحق للأب أن يتولى فيها تربية بناته، هذا الكلام أصابني بالخوف والرعب وجعل الكوابيس تلازمني في نومي حتى أنني أستيقظ مفزوعة وأصرخ بعد أن تكرر حلم أخذ طفلتي مني، وكل الذي أخشاه أن أستيقظ يوما ولا أجدها بجانبي وعندها لا أعرف ماذا سيحدث لي، فهل من حقه أن يأخذ طفلتي مني التي تعيش معي في سعادة ودائما تردد أنها لا تريد مفارقتي، وماذا سيحدث لها ولي أن ابتعدنا عن بعضنا البعض؟ أم رؤى مكةالمكرمة ليست المسألة أن يكون لطليقك نفوذ أو لا لأخذ ابنتك من عندك، فذهابها إليه تحكمه القواعد الشرعية في هذا الشأن، وحتى يحين بلوغ البنت السن التي يتمكن الأب من نقل حضانتها له، ستبقى معك، وحين تنتقل حضانتها له لابد من وضع جدول يحدده القاضي الشرعي لتواجدها معه وتحديد الأيام التي يمكنها أن تزورك فيها، وينبغي أن تكوني على يقين أن ابنتك لن تنساك فهناك قصص كثيرة كان الأب فيها مجحفا للأم وتصور أنه تمكن من غسل دماغ ابنته، وأنه نجح في تشويه صورتها، وحين كبرت رجعت لوالدتها في حين أن الأب نجح في حرمان والدتها من رؤيتها لمدة أربعة عشر عاما، ويقيني أن ما حدث ويحدث في كثير من الحالات ليس إلا تطبيقا لسنة الله التي يقول فيها: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)، لذا نصيحتي لك أن تتقي الله في علاقتك بابنتك بمعنى أن لا تسعي تحت أي ظرف إلى زرع الكراهية في نفس ابنتك لأبيها وإنما على العكس عليك أن تجذبيها نحو أبيها وأن تؤكدي لها على أهمية أن تتقرب من والدها، وأنه مهما حصل فهو والدها، وتأكدي أن الله لن يجعل مكافأتك لو فعلت ذلك إلا حبا يزرعه في نفس ابنتك لك حين تكبر، وتفاءلي بخير واجعلي العلاقة بينك وبينها قائمة على الحب والعطاء.