أبدى سكان أكثر من 30 قرية تتبع لوادي الرحمان معاناتهم من عدم توافر مركز صحي، ما يضطرهم لعبور مسافة طويلة عبر طريق وعر يفتقر للسفلتة حتى مستشفى نمرة لعلاج مرضاهم. وفيما لا زلنا ننتظر رد المتحدث الإعلامي للشؤون الصحية في القنفذة عبد الله عبادي قبل عشرة أيام عن تأخر تنفيذ المركز الصحي، استغرب أهالي الوادي البالغ عددهم أكثر من 1000 نسمة، مماطلة الجهة المعنية في تنفيذ مشروع معتمد منذ فترة طويلة. 1000 نسمة بلا مستوصف سكان وادي رحمان الذين يسكنون في قرى عديدة، يفقرون لمركز رعاية صحية أولية يلجأون إليه وقت الحاجة، في ظل وعورة الطريق الذي يوصلهم إلى الطريق العام، ومنه إلى أقرب مستشفى. إلى ذلك، قال نائب وادي الرحمان عطية بن سعد القرني «منذ زمن طويل ونحن نطالب بإنشاء مركز صحي لأكثر من 1000 ساكن، يضطرون لقطع عشرات الكيلومترات ليصلوا إلى مستشفى نمرة لمداواة آلامهم وآهات أسرهم». وأضاف «سبق أن قدمنا طلبا إلى الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز (يرحمه الله) حينما كان أميرا لمنطقة مكةالمكرمة، بإنشاء مستوصف لأهالي الوادي، وبعد ذلك بفترة وجيزة جاءتنا أنباء مؤكدة كان مضمونها اعتماد إنشاء المستوصف، ولكننا فوجئنا ببقاء الأمر كما هو عليه لسنوات دون اتخاذ خطوة واحدة بهذا الشأن إلى يومنا هذا». وتساءل عزيز السهيمي «نريد سببا وجيها من الشؤون الصحية في محافظة القنفذة، عن سبب تأخر إنشاء المستوصف في وادي الرحمان الذي يضم أكثر من 30 قرية». وأضاف «مستشفى نمرة محدود الإمكانيات، ويستقبل كافة سكان العرضيتين الشمالية والجنوبية، فإذا كان عدد سكان وادي رحمان لوحده أكثر من 1000 نسمة، فكيف بأعداد باقي القرى التي تضمها العرضيتان، وهل سيتمكن مستشفى نمرة بإمكانياته المتواضعة من رعاية كل هذه الأعداد من السكان». 10 كيلو مترات لمكالمة كما حرم سكان الوادي من خدمة الاتصال الهاتفي سواء الأرضي أو الجوال، فيضطر بعضهم للصعود إلى رؤوس الجبال لالتقاط إشارة علهم يستطيعون إجراء مكالمات توفر عليهم الكثير من الوقت، وبعضهم يقطع مسافة طويلة يبلغ طولها عشرة كيلومترات في اتجاه مركز نمرة للغرض ذاته! وأبدى المواطن ضيف الله السهيمي (أحد السكان) استياءه من عدم توفير خدمات الاتصال لديهم سواء الهاتف الثابت أو الجوال، مشيرا إلى أنهم انتظروا خدمات الهاتف والجوال منذ سنوات طويلة ولكنها لم تصلهم. وأضاف: نضطر لقطع مسافة تزيد على ثمانية كيلومترات كلما أردنا اجراء مكالمة هاتفية. ويتساءل بألم «هل يعقل أن نبقى دون وسائل اتصال، ولدينا ثلاث شركات اتصالات عجزت جميعها عن إنشاء برج جوال أو شبكة هاتف ثابت لهذا العدد الكبير من سكان وادي الرحمان». وفي السياق نفس، قال المواطن علي بركات «سمعنا الكثير من الوعود من شركات الاتصالات، بأن رنين الهواتف في وادي رحمان سيكون واقعا، إلا أن تلك الوعود ذهبت أدراج الرياح، وكلما جددنا مطالبنا بخصوص الهاتف أو الجوال نسمع تكرار نفس المقولة من قبل بعض موظفي شركات الاتصال والتي نصها: قريبا ستصلكم الخدمة». 600 مسكن و4 مدارس بدون أسفلت معاناة كبيرة يواجهها الأهالي كلما خرجوا من منازلهم لقضاء حوائجهم في أقرب محافظة تتوافر فيها خدمات، إلا أن الرحلة في الطريق من وإلى الوادي شاقة للغاية بسبب وعورة الطريق الخالي من الأسفلت. وبالعودة إلى نائب القبيلة عطية القرني، وصف الوضع بالمأساوي خصوصا لطالبات وطلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، حيث يعانون كثيرا من وعورة الطرق الوعرة من وإلى مدارسهم صباح كل يوم دراسي. وأضاف «أقرب مدرسة متوسطة تبعد مسافة عشرة كيلومترات منها ثمانية كيلومترات عبارة عن طريق جبلي شاق لم تنفذ له أية سفلتة». وأجمع الأهالي على ضرورة توفير نقل مدرسي للمرحلتين المتوسطة والثانوية، وأشاروا إلى أن بناتهم وأبناءهم يستقلون وسائل نقل متهالكة ومكشوفة للوصول إلى مدارسهم. وأكد ل«عكاظ» عضو المجلس البلدي في مركز العرضيتين ضيف الله أحمد السهيمي أن أهالي الوادي في حاجة ملحة للمركز الصحي، وقال «لا نعلم حتى الآن سبب تأخير إنشاء المركز من قبل الشؤون الصحية في محافظة القنفذة». وأضاف «بخصوص عدم توافر خدمات الهاتف الجوال الثابت لأهالي الوادي، خاطبنا الشركة المشغلة لخدمات الاتصالات، لتوفير برج جوال لأهالي الوادي ليستفيدوا من خدمات الاتصالات التي لاتتوافر حاليا لديهم». أما فيما يتعلق بسفلتة طرق الوادي، يقول السهيمي: هناك مشاريع سفلتة تنتظر التنفيذ داخل الوادي أرسيت على عدد من الشركات وستبدأ عملها قريبا، بالنسبة لتوفير النقل المدرسي فقد أعلنت إدارة التربية والتعليم في القنفذة عن رغبتها في التعاقد مع متعهد لنقل طالبات وطلاب الوادي من وإلى مدارس الوادي، ولكن لم يتقدم أحد لهذا المشروع حسبما وصلنا من إدارة التربية والتعليم في القنفذة.