في النادي (المقر)؛ هدوء يشبه سكون الفجر، وهمس يفاقمه أنين جروح موسم خبت مبكرا، أقفلت معه كل مداخيل القلعة خارجه (المدرج)، يرتفع الهمس إلى ما يشبه الصراخ، يقتات على انكسارات عجز أبنائه في إيجاد حل لهكذا مرض استوطن القلعة. هكذا أمسى الأهلي خلال الليالي الماضية وحيدا، إلا من يستغل اسمه لشهرة أو صفقة أو حتى مظهر، أمسى لا رئيسا ولا حتى صحبه تماسكوا، بل أرهقوه تشوها؛ حتى تسابقوا عبر الفضائيات تقريعا لبعضهم أو إساءة لصحبة سنوات زادتهم تفككا وفرقة. ما يتعب الأهلاويون أكثر أنهم لا يرون أملا منظورا ولا رؤية واضحة تنذر بموسم أو مواسم مقبلة تعيد لهم شيئا من مجدٍ أضاعوه، كل ما يمارس حاليا تكريس لمبدأ غياب الفكر والمال كعقم أصاب المدرج الأهلاوي. هنا يصبح الحديث أو الكتابة أو حتى التصريح (صرخة) ما دام أن الركب قد تعطل أو المركبة لا تسير في طريقها الصحيح، واذا كان الستار قد أسدل على موسم إخفاق آخر ينضم إلى مواسمه السالفة، التي لا تعطي حقا في التاريخ ولا تسجل في سطر إنجاز، فإن الإشكالية الكبرى لا تزال هي هي، رغم كل المحاولات المستمرة لوضع اليد على مسبباتها، وإن الإحساس بالزمن وتغلغله مفقود في حياة صناع القرار وهو من علامات التقدم والتخلف في المجتمعات. إن العجز وعدم إيجاد الحلول الناجعة أصبحا مع الزمن عبئين في تاريخ الأهلي، حتى أصبح هناك شبه إقناع بعدم الرجوع لمربع تدوير كرسي الرئاسة على من شغله يوما، وهناك غياب لدرجة (الخواء) لشخصيات ذات فكر أو مال، وإن المتقدمين للرئاسة يشبهون بعضا بعدم الخبرة والتجربة -وأكون صادقا - والقدرة، وإن هناك استعصاء في الحل، بل إن هناك من الخطر عدم الاستعداد لفتح أو مناقشة هكذا قضية تجعل الأهلي في استمراره كمنجز مشكوك فيه بدلا من المحافظة عليه؛ وفق آلية انتخابية تأتي بالأفضل وليس بمن ترشح، وعلى اعتبار أن النقد يأتي في إحدى وسائله بالإصلاح أو تقديم أفكار أو رؤى، فإنني أتصور أن هناك من الحلول ما تغني الأهلي سنوات طويلة مجدا وإنجازات؛ شريطة التخلي عن نرجسية التملك والأفضلية والفهم الأوحد، وليس أحدها مجلس تنفيذي شرفي جماعي منتخب تشرف على الفرق وفق إدارة كروية ذات تجربة ميدانية وإدارية وبصلاحيات تتسم بالمرونة وميزانية مستقلة أي (تخصيص الألعاب)، وهناك الكثير من الأفكار والتي تصلح كنموذج للأندية الأخرى كان الأهلي سيدا فيها قبل توقف نموه. إن على الأهلاويين فقط أن يعيدوا فتح أبواب القلعة ونوافذها وتبادل الأفكار وفق «جميعنا يحب الكيان وليس أنا أحب أكثر»، إن إعادة الحياة للأهلي مرتبطة بقلوب الأهلاويين وليس بالحلول الخارجية أو الاتهامات المتبادلة وليس أيضا باحتضان شخصيات وتقديمها على حساب الآخرين. ??? لو صح الهمس المتطاير أن إدارة برئيسها قد اختيرت، وأن سيناريو المسرحية في فصلها الأخير فلا خطاب تغيّر، ولا إصلاح ينشد، لذلك فإن عنصر التشخيص والاختيار هو الانطلاقة الصحيحة لأي عمل إداري ناجح، فالإدارة السابقة كان أحد سبب فشلها التشخيص الخاطئ والاختيار غير الموفق، فكان التباين الذي صرح به أكثر من لاعب مع المشرفين على الألعاب وكذلك مجلس الإدارة، هذا التباين والتناقض والازدواجية هي التي تضرب كخلل في مفاصل العمل فيأتي النتاج انهزاما وفشلا، لذلك -وأقولها صادقا- لست مع المشرف كرئيس قادم على اعتبار أنه شريك في هذه الإدارة غير الناجحة وكذلك تصديه غير الموفق لمشكلات الفريق، وليست بآخرها تصريحاته التي تدل على عدم تجربة أو خبرة في تطويق الأزمات وإيجاد الحلول لها بدلا من التصعيد والمجابهة والرد على تصريحات أحد اللاعبين واتهامه بحدة. ??? وأخيرا.. ما حاجتك إلى ذاتك في أوقات الأزمات [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة