توصل رئيس الوزراء البريطاني الجديد ديفيد كاميرون، زعيم حزب المحافظين أمس، إلى اتفاق مع حزب الديمقراطيين الأحرار الأصغر على تشكيل أول حكومة ائتلافية في بريطانيا منذ عام 1945. وانتهى 13 عاما من وجود كاميرون في صفوف المعارضة عندما دعته الملكة اليزابيث الثانية لتشكيل حكومة جديدة عقب استقالة غوردون براون. وقال ممثلو حزب الديمقراطيين الأحرار في البرلمان البريطاني في وقت مبكر من صباح أمس، إنهم أيدوا اتفاقا لتشكيل حكومة ائتلافية مع حزب المحافظين بزعامة كاميرون. وتمكن حزبا المحافظين والديمقراطيين الأحرار من التوصل إلى اتفاق بعد خمسة أيام من انتخابات غير حاسمة وأنهيا بذلك 13 عاما من حكم حزب العمال، وهو حزب يسار وسط برئاسة توني بلير ثم جوردون براون الذي خلفه. وسيكون على هذه الشراكة الجديدة، التي لم تختبر من قبل، التعامل مع عجز قياسي في الميزانية زاد على 11 في المائة من الناتج القومي. ورحبت الأسواق بالاتفاق على أمل أن تتخذ حكومة بقيادة حزب المحافظين وهو حزب يمين وسط إجراء سريعا. وقال كاميرون في أول خطاب له كرئيس للوزراء، «سيكون هذا عملا شاقا وصعبا. سيواجه الائتلاف كل أشكال التحديات، لكنني أعتقد أننا معا يمكننا تشكيل تلك الحكومة القوية والمستقرة التي يحتاجها بلدنا». وقال كاميرون أمس، إنه وكليج زعيم الديمقراطيين الأحرار مستعدان لتنحية خلافاتهما الحزبية جانبا للعمل من أجل مصلحة الوطن. واحتفل الديمقراطيون الأحرار بدورهم بعد عقود ظلوا خلالها في الظل خلف العمال والمحافظين. وقال نيك كليج زعيم الديمقراطيين الأحرار، ثالث أكبر حزب في بريطانيا الذي سيشغل منصب نائب رئيس الوزراء للصحافيين، «سيكون هناك بالتأكيد مصاعب ستحدث مشاكل، لكني سأبذل دوما كل ما بوسعي لأثبت أن السياسات الجديدة ليست ممكنة فقط بل إنها أفضل». ووضع حزبه ختم الموافقة النهائية على اتفاق الائتلاف في اجتماع انتهى بعد منتصف الليل. وسيكون كاميرون أصغر رئيس لوزراء بريطانيا منذ نحو 200 عام. وسياسة الديمقراطيين الأحرار هي أقرب للعمال منها إلى المحافظين، ووصفت بعض الصحف المحلية الحكومة الجديدة بائتلاف الخاسرين.