لاعبون جدد دخلوا إلى ساحات ومواقع التسول، بأساليب وحيل مبتكرة للحصول على أكبر قدر من «كعكة» التسول، التي يقدمها كثيرون بسخاء، بدافع الطيبة والإشفاق ومخدوعين بمظهر المتسولين. لقد تجاوز الزمن المتسول في زيه التقليدي القديم وثيابه الرثة التي تدل على البؤس، بعد أن أصبح المتسول الأنيق يرتدي أجمل الملابس وتفوح منه رائحة العطور ويمتلك أحدث السيارات؛ ليمارس هوايته المفضلة في نصب شباكه على أشخاص يختارهم بعناية، وفي أحيان كثيرة يحقق أهدافه بإقناع الضحية بأنه «ابن ناس» أوقعته الظروف في مأزق يستحق معه التعاطف والمساعدة، ليحصل على النقود ثم يختفي بحثا عن ضحية أخرى، وهكذا مع تعدد الحالات يختلق حكاية جديدة، ليقنع الطرف الآخر بحاجته واضطراره لمد يده حتى يضمن أمرين زيادة تعاطف الضحية معه، وحجم العائد الذي سيحصل عليه، الذي يجب أن يتناسب مع مقامه ويحل أزمته، والبعض الآخر منهم يأتي ويطلب بكل لباقة واحترام قليلا من المال، كسلفة بعد أن تقطعت به السبل ليردها بعد أيام قلائل، وربما يقدم كرته الشخصي بأرقام هواتف وهمية أو إيميله الخاص، ليدخل الطرف الآخر في إحراج من صدقه، ويجد نفسه مجبرا على تقديم بعض المال دون علمه بالوقوع ضحية في فخ ما يمكن أن يسمى ب «التسول الأنيق» أو «المحترم»؟ مثل كثير من الناس الذين تغلب عليهم العاطفة والشهامة. للتسول أساليب تتجدد باستمرار من قبل من يشرع في استثمار ذكائه؛ لكسب تعاطف الناس واستدرار كرمهم عبر أقنعة جديدة من المسكنة، والتحايل بحكايات وقصص مختلقة في مواقع تختار بعناية لإسقاط الذين يتكئون على القاعدة الشرعية التي توجب عدم رد السائل أو نهره. تذهب إلى جهاز الصراف الإلكتروني، فيأتي إليك أحدهم ويقترب منك بهدوء ويترك مسافة بينك وبينه، لتأخذ وقتك في سحب المبلغ الذي تريده، تتأمله تجده شابا (مهندما) يرتدي نظارة، أو سيدة تلتحف عباءة أنيقة يفوح منها عطر باريسي غالي الثمن، ثم تسألك: هل أنت من أهل جدة؟ وتجيب عليها بتأكيد يرافقه ابتسامة استفهام، ثم تتصاعد الوتيرة لاستنهاض الجانب الإنساني والقبلي، ليقول أو تقول: (أنا طالبك طلب. أنا ورطان. لا أحد أعرفه هنا. وهذه بطاقة الصراف، ومنتظر تحويل ماجاني ومحجوزة أغراضي)، ثم يذهب الحديث إلى أنه «ابن ناس» وليس متسولا، وأمام الصراف يقع الشخص في حرج كبير، فيضطر إلى تقديم المساعدة. أم ريم من المدينةالمنورة التي وقعت ضحية لمتسولة، تقول: تقدمت نحوي فتاة بزي أنيق تطلب المساعدة في تأمين مبلغ مالي لعلاج شقيقها المعوق في سيارة خارج الحرم النبوي، والذي يحتاج إلى كرسي متحرك حسب ما ذكرت الفتاة. وتضيف أم ريم: علمت بوقوعي ضحية تلك العصابة بعد معاودة أكثر من فتاة بأسلوب تسول مشابه، لكن ذلك حدث بعد أن دفعت 500 ريال للفتاة المتسولة!. وآخرون يمرون على المقابر بشكل يومي وفي ساعات متعددة ومعهم هواتف محمولة، ويبدو أنهم يستأجرون منازل في نفس الحي، وبمجرد معرفتهم بوصول جثمان، يتوافدون على المقبرة مصطحبين أطفالهم ونساءهم، يقفون عند الباب، يحددون بعين فاحصة أقرب الناس للميت وأكثرهم تأثرا، يذهبون إليه ويدعون للميت، تختار هذه الفئة أهل الميت الموسرين، فيسألون عن مكان العزاء ليرابطوا عنده ثلاثة أيام. محمد الشامي (مشرف تحصيل في إحدى الشركات) أحد الذين وقعوا في هذا النوع من المتسولين، يقول: كنت سائرا في الطريق، فاستوقفني شخص قائلا إنه في حاجة إلى مبلغ لتعبئة سيارته بالوقود، وكان مظهره وأسلوبه مقنعين، لا يدلان على أنه متسول أو محتال، ورغم هذا رفضت أن أعطيه نقودا، واشترطت أن أصطحبه لمحطة البترول لتمويل سيارته، لكن بعد أيام استوقفني الشخص نفسه لنفس السبب في منطقة أخرى، دون أن يلاحظ أنني ضحيته السابقة، ولكني ذكرته بالواقعة فانصرف محرجا. ويتكرر السيناريو نفسه مع علي الشهري (مسئول مبيعات)، ولكن مع اختلاف الموقع والأبطال، يقول: كنت واقفا أمام الشركة التي أعمل بها، فوجدت سيارة تقف أمامي وبداخلها مقيم عربي، فتح زجاج نافذته ليخبرني أنه قادم من إحدى المدن داخل المملكة، جاء من بلده للزيارة، وتعرض لظروف وليس معه نقود، وكل ما يريده ملء سيارته بالوقود، حتى يعود من حيث أتى؛ ولأن مظهره والسيارة الفخمة لم يوحيا بأنه يكذب، ساعدته بمبلغ يكفيه، وانصرف شاكرا، وحتى الآن لا أدري إذا كان صادقا أم لا. الضحية الأولى أمام أحد المستشفيات الخاصة في جدة، وبحثا عن ضحية، لم تمض دقائق حتى توجه المحرر إلى أحد المغادرين من البوابة الرئيسية للمستشفى، كان رجلا أنيقا في العقد الرابع من العمر، استوقفته وهو متجه إلى مواقف السيارات، فألقيت عليه التحية، ولم يكن في عجلة من أمره، فأيقنت أنه ضحية مناسبة، وقبل أن أطلب منه شيئا أو أسرد عليه قصتي الوهمية التي أعددتها مسبقا، بادرني بالسؤال قائلا: خير إن شاء الله أي خدمة؟ فأجبته فورا وبكل ثقة: خير يا وجه الخير، وقلت له «محرج أكلمك، فأنا من الطائف ولدي مراجعة في المستشفى، وقبل أن أذهب لموظف الاستقبال ذهبت إلى جهاز الصراف لسحب مبلغ من المال وتفاجأت أن بطاقتي انتهت صلاحيتها، وأنا في ورطة الآن، بعد أن قطعت المسافة من الطائف»، وقبل أن أكمل قصتي قاطعني قائلا «طيب أيش مطلوب مني»، فقلت له «لو عندك مائة ريال عشان أقدر أصدر فاتورة الكشف»، ولأتمكن من إقناعه، تعهدت له بإعادة المبلغ، وأني على استعداد لإعطائه عنواني ورقم هاتفي وأي ضمان يطلبه، وفي هذه الأثناء شاهدته يضع يده في جيبه ويخرج منه بضع أوراق صغيرة، وبعض الريالات يفتش بينها، فأخرج من بينها 50 ريالا وأعطاني إياها، وهو يقول «هذي 50 ريالا ودبر الباقي، ولو لدي المزيد لأعطيتك»، تناولت المبلغ منه وشكرته ودعوت له، فأعطاني ظهره وهم بالانصراف، فاستوقفته مرة أخرى، وعرفته بنفسي، فلم يكن في بداية الأمر مصدقا الموقف، إلا أنه في الأخير استوعب الأمر، بعد أن أرجعت له الخمسين ريالا التي أخذتها منه، فاعترف لي أنه فعلا قد تعرض لموقفين أو ثلاثة قبل هذا الموقف، مع اختلاف القصص التي رويت على مسامعه، واعترف أيضا أنه تعاطف معها جميعا، ودفع لهم نقودا. ضحايا جدد أثناء البحث عن ضحية أخرى في نفس الموقع، توجهت إلى شخص آخر، شعرت بأنه ربما يتجاوب معي، فاستوقفته وسردت عليه القصة السابقة، فسألني «أنت متأكد أن بطاقتك انتهت؟» فأجبته: نعم، وإذا تحب تتأكد خذها وجرب بنفسك، فأجاب: لا خلاص مصدق، وأضاف «عموما سوف أعطيك المائة ريال لوجه الله، ولا أحتاج رقم هاتفك» وبالفعل أخرج من جيبه النقود، وأعطاني إياها وقبل أن يغادر عرفته بنفسي وأعطيته المائة ريال، موضحا له سبب وجودي والهدف من هذا الموقف، فكان رده هادئا، وقال «أنا متعود إذا طلبني أحد لا أتردد في إعطائه المستطاع، وسبق أن تعرضت لموقف آخر ولم أكن مقتنعا بكلام ذلك الرجل، لكن أعطيته مبلغا من المال واحتسبت الأجر عند الله، وإن كذب علي فلن يكذب على الله عز وجل العالم بما في النفوس». أنت نصاب أحد الأشخاص ممن استوقفتهم في مواقف سيارات المستشفى استمع إلى قصتي بتركيز، وبعد أن انتهيت من سردها عليه، أجابني، قائلا «أنت نصاب»، فاجأني بتلك الإجابة، فرحت أبرر له من جديد وأقنعه بما أقول وأنا مرتبك نوعا ما، وقبل أن أكمل حديثي قاطعني وقال «كل يوم أقابل شخصا يطلب مني مساعدته، فأنا أصلا أعمل في هذا المستشفى، واكتشفت إن الشخص الذي جاء يطلب مني مساعده يلف على الكثرين، ويردد نفس الحكاية، فالعملية نصب في نصب، وهذا أسلوب جديد من الشحاته»، وبعد أن اعترفت بحقيقة تواجدي والهدف منه، اعتذر وانصرف وهو يقول «معاي حق». حجة الوقود في موقع آخر، وتحديدا على طريق جدةمكة السريع، بحثا عن ضحايا جدد، ابتدعت قصة أخرى، وكان عدم وجود وقود في السيارة من الأفكار المفضلة، التي لها تأثير خاص، ربما لأنها الأكثر إقناعا، لهذا يلجأ إليها الكثيرون من قراصنة التسول الأنيق لخداع ضحاياهم، وتوجهت إلى شخص كان يقف أمام أحد المحال التجارية، سلمت عليه وأخبرته بأنني ذاهب إلى مكةالمكرمة، وفقدت حافظة نقودي، وأحتاج إلى أي مبلغ بسيط أملأ به سيارتي بالوقود ويوصلني إلى وجهتي، فلم يتردد وأعطاني أربعين ريالا، وفي كل مرة أختار فيها ضحية جديدة أروي عليه نفس القصة، كان يتجاوب معي، ولم يعتذر سوى شخصين، وفي كل مرة أعترف فيها للأشخاص الذين أوقعتهم في الفخ، بحقيقة الموقف كانوا يؤكدون أنهم دائما ما يصادفون من يطلب منهم المساعدة بحجج مختلفة، ودائما ما يتجاوبون معهم، ويعطونهم ما يحتاجونه من نقود. من جانبه، قال الأخصائي الاجتماعي في جامعة طيبة في المدينةالمنورة عارف السحيمي أن أساليب محترفة بدأ يسلكها المتسولون بدلا من التقليدية، بعد أن قلصت الجهات الرسمية وأجهزة مكافحة التسول من نشاطاتهم وشنت عليهم حملات دهم واسعة في الأعوام الأخيرة في عدة مدن، منبها إلى أن وجود أفراد عصابات التسول المنظمة يتركز عند أجهزة الصرف الآلي وفي مداخل المجمعات التجارية، وأضاف: يصف البعض مجتمعنا بأنه يستورد المتسولين، باعتبار أن إمكانات الأجهزة الرقابية لا تزال محدودة في مواجهة المتسولين، وقدرتهم على التخفي داخل المجتمع، مشددا على أهمية توعية أفراد المجتمع بمشاركة الدعاة والحملات الاجتماعية والأمنية. الباحث الاجتماعي سلمان بن عبدالرحمن قال إن الدور الذي تقوم به مكاتب المتابعة الاجتماعية يجب أن يكون له تأثير قوي، فليس هناك أي تواصل مع شرائح المجتمع للتوعية بالتسول، خصوصا في المساجد التي تشهد أعدادا كبيرة من المتسولين والذين يستغلون الناس وحبهم للخير، في الشفقة عليهم وإظهار أعذارهم الواهية. وأضاف: لم نلاحظ أي تواجد من مكتب المتابعة في توزيع المطبوعات أو استغلال اللوحات الإعلانية لنبذ التسول، وإرشاد المحتاج للجهات التي تساعده إذا كان يحتاج لذلك، مشيرا إلى أن الغالبية من الذين امتهنوا التسول لم يجدوا تذمر الناس، بل وجدوا القبول وأصبح الوضع مشجعا بالنسبة لهم في كسب المال بطرق سريعة وملتوية، مطالبا بالتوعية في المجمعات التجارية والبنوك وفي المساجد، ومبينا أنه من الضروري التنسيق مع أئمة المساجد للتنبيه بعدم التعاطف مع المتسولين والتبرع بالمال لدى الجهات المختصة التي تصل للمحتاجين في منازلهم بعيدا عن استمالة القلوب من المتسولين. 87 % غير سعوديين أظهرت إحصائيات وزارة الشؤون الاجتماعية أن نسبة عالية من المتسولين من الأجانب، إذ تتراوح نسبة السعوديين من المتسولين بين 13 21 في المائة، بينما تتراوح نسبة الأجانب من المتسولين بين 78 87 في المائة، من خلال إحصائيات آخر ثمانية أعوام، في إشارة واضحة للنسبة العالية التي يمثلها المتسولون الوافدون. مدير مكتب مكافحة التسول ومركز استقبال الأطفال المتسولين في مكةالمكرمة منصور الحازمي، قال: دور المكتب في استقبال واستلام جميع حالات المتسولين من الجنسين دون سن 18 عاما، وإيداعهم المركز الإيوائي الرجالي والنسائي، حيث يتولى الإشراف عليهم ورعايتهم فريق عمل يضم عددا من الأخصائيين والمراقبين الاجتماعيين وقسم التمريض على مدار الساعة، لتقديم الخدمات الاجتماعية والصحية اللازمة لهم، حتى تتم إجراءات خروجهم من الجهات المختصة هذا بالنسبة للمتسولين الوافدين. أما المتسولون من المواطنين من كلا الجنسين كبارا وصغارا يتولى المكتب استلامهم، وإجراء البحوث الاجتماعية لوضعهم حتى تتم إحالتهم للجهة المختصة المناسبة، بعد أخذ الإقرارات والكفالة اللازمة حيال عدم العودة لممارسة التسول، إضافة إلى إجراء البحوث الاجتماعية لجميع الحالات من قبل اللجنة الميدانية المشتركة لمكافحة الظواهر السلبية برئاسة إمارة المنطقة، لتشخيص حالتهم كل على حدة لمعالجة الحالة لاتخاذ اللازم حيال إحالة المتسول إلى الجهة المختصة. وعن كيفية ضبط المتسولين، قال: أسندت مهمات القبض على المتسولين من جميع الجنسيات للجهات الأمنية، في أن تتولى مسؤولية القبض على المتسولين باعتبار التسول جريمة في حال التلبس بها، ويجب القبض على مرتكبها. من جهته، أشار مدير جهاز مكافحة التسول في منطقة المدينةالمنورة فهد الزغيبي إلى أن السنوات الأخيرة شهدت انخفاضا في أعداد المتسولين في المنطقة، مبينا أن المواسم وتحديدا الحج ورمضان تعد الأكثر نشاطا، إذ يتم خلالها تكثيف نشاط ومهام مكافحة التسول من قبل شرطة المنطقة وفرق المكافحة في المواقع التي تشهد ازدحاما وكثافة بشرية سواء في المنطقة المركزية أو الأسواق والتجمعات التجارية، كما يتم القبض على العديد من ممتهني التسول ممن يستغلون تعاطف الناس من بينهم صغار تم دفعهم للمهنة من قبل ذويهم أو عصابات التسول، وأضاف «شهدت المدينةالمنورة خلال الأشهر الماضية عدة حملات دهم شملت أحياء متعددة تركزت في الحرتين الغربية والشرقية، أسفرت عن القبض على المئات من هذه الفئة». من جانبه، أكد مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة القصيم الدكتور فهد المطلق أن نسبة كبيرة من المتسولين ثبت عدم حاجتهم، وإنما امتهنوا هذا العمل الذي يدر لهم الكثير في ظل استمرار استجابة المواطنين والمجتمع مع المتسول، مشددا على أن المحتاج سيجد طريقة عبر القنوات الرسمية والجمعيات، فالدولة وعبر خطط التنمية الشاملة طورت عمل العديد من مؤسساتها الاجتماعية وبات الدور على المواطن والمجتمع بشكل عام لمحاربة مثل هذه الظواهر التي لا بد أن نجتثها من مجتمعنا. وأضاف المطلق أن الشؤون الاجتماعية منذ أكثر من عام لم تعد الجهة التي تضبط حالات التسول، ولكن تستقبل حالة التسول المضبوطة في مكتب المتابعة والتوجيه، وهو مكتب مكافحة التسول سابقا، حيث يستقبل الحالات المقبوض عليها من قبل الجهات الأمنية وهي المخولة في القبض حاليا، وعن طبيعة الحالات، أوضح المطلق أن معظم الحالات التي تم ضبطها بعد التقصي عنها تكون احترفت هذا العمل، وغالبا يكون المقبوض عليهم وافدين. وحذر مدير مكتب المتابعة الاجتماعية في الطائف جبر الجعيد من ظاهرة التسول وتحولها إلى قضايا أمنية، مؤكدا أن بعض المتسولين بعد القبض عليهم تجدهم يتبعون لعصابات تديرهم. وأضاف الجعيد أن مهام مكافحة التسول أوكلت لعدد من الجهات الشرطة ممثلة في قوات المهمات الخاصة، الدوريات الأمنية، الجوازات، هيئة الأمر بالمعروف، ومندوب من مكتب المتابعة الاجتماعية؛ لاستلام حالات التسول السعوديين لدراسة حالتهم، ومتابعة أوضاعهم مع الضمان الاجتماعي، والجمعيات الخيرية، وإحالة القادر منهم على العمل لمكتب العمل، ومتابعة وضعه لضمان عدم عودته للتسول، مؤكدا أن ذلك ساهم وبشكل كبير في اختفاء ظاهرة التسول من النساء عند الإشارات والمطاعم الكبيرة، مشيرا إلى أنه خلال الأسبوعين الماضيين قبض على 88 حالة تسول لنساء وأطفال، غالبيتهم من الأجانب وتم تسليمه في حينه لإدارة متابعة الوافدين. من جهته، أكد الناطق الإعلامي في شرطة منطقة القصيم المقدم فهد بن علي الهبدان أن آخر الحملات الأمنية التي قامت بها شرطة المنطقة على الأماكن التي تكثر فيها ظاهرة التسول وبمشاركة من الدوريات الأمنية، والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استطاعت القبض على 52 حالة في بريدة، لافتا إلى أن الحالات المضبوطة بينها أطفال لا تتجاوز أعمارهم الخامسة ونساء، كما تستدعي الشرطة الأشخاص الذين ينقلون المتسولات لاتخاذ الإجراءات اللازمة، كما يتم إحالة جميع الحالات إلى مكتب متابعة الشؤون الاجتماعية. وأكد الهبدان أن الحملات التي تشمل المساجد، محطات الوقود، الصرافات الآلية، البنوك، والأسواق التجارية مستمرة للقضاء على تلك الظاهرة، مشيرا إلى أن معظم الحالات المضبوطة لنساء كانت من خارج المنطقة. المتحدث الرسمي لشرطة منطقة مكةالمكرمة الرائد عبدالمحسن الميمان أوضح أن المقبوض عليهم من المتسولين سواء كانوا أجانب أو مواطنين يتم تسليمهم للجوازات، وهي بدورها تتولى شؤونهم. أما فيما يخص المتسولات من المواطنات، فتتم مخاطبة الشؤون الاجتماعية لتسليمهن إليها لدراسة أوضاعهن وحالاتهن. وعن آلية القبض، يقول: في حال ورود بلاغ توجه أقرب دورية من المبلغ للقبض على المتسول، وحينها نتخذ ما يلزم، مشيرا إلى أن الشرطة مشتركة في لجنة الظواهر السلبية المشكلة من مكتب مكافحة التسول والشرطة والشؤون الاجتماعية، وتعد الخطط اللازمة للقضاء على التسول بكافة أشكاله. الناطق الأمني في شرطة منطقة تبوك العميد صالح حامد الحربي قال إن هناك مساندة لفرق مكافحة التسول سواء من دوريات المهمات والواجبات الخاصة أو من السجانات وأن هناك دعما وتعاونا مستمرين في هذا الخصوص.