يبتكر المتسولون مع اقتراب شهر رمضان أساليب جديدة في خداع الناس والنصب عليهم والحصول على المال بعيدا عن أعين فرق مكافحة التسول التي تتواجد عادة في الشوارع. أحد هذه الأساليب المبتكرة يتمثل في دخول بعض المتسولات إلى المنازل والتعرف على صاحبة المنزل ومن ثم شرح مشكلة وهمية ومن ثم الإصرار على البقاء في المنزل كنوع من الابتزاز, حتى تعطى ما تريد من المال. وفي حين تمارس بعض النساء التسول بالقرب من إشارات المرور أو بالقرب من البنوك أو المحال التجارية, تحول التسول بالنسبة لبعضهن إلى وسيلة للنصب والاحتيال كما حدث في ناد نسائي عندما قامت إحدى المتسولات من جنسية إفريقية بالاشتراك في النادي حتى تعرفت على بعض السيدات ونصبت عليهن في مبالغ مالية ثم اختفت. يقول خالد القحطاني, ويعمل معلما, إنه يتعرض لهذا الموقف قبل دخول شهر رمضان بأيام عندما تطرق بعض النساء الغريبات باب منزله, ويطلبن من زوجته المساعدة لأسباب متعددة منها على سبيل المثال أنهم قادمون من مدينة أخرى وصادفتهم مشكلة ولا يجدون ما يملكون من المال الذي يمكنهم من العودة إلى مدينتهم. وأضاف "بعد أن نقدم يد العون لهن يطلبن زيادة المال المقدم لهن بحجة عدم كفاية المبلغ وبطريقة مبتزة, ولا يخرجن إلا بعد أخذ مبالغ مالية تصل بعضها إلى 500 ريال". من جهته, أكد مدير مكتب مكافحة التسول بجدة سعد بن علي الشهراني أنها ستتم خلال هذا العام حملات تشترك فيها عدة جهات إلى جانب مكتب مكافحة التسول وسيتركز دور المكتب على استلام المتسولين السعوديين وإجراء دراسة بحث حالاتهم ثم تحويلهم إلى الجمعيات الخيرية بعد أخذ التعهدات اللازمة عليهم بعدم تكرار التسول ومن لدية القدرة على العمل سيتم توجيهه إلى مكتب العمل, في حين يحول المسنون إلى دار الرعاية الاجتماعية, وستنفذ هذه الحملات في الأغلب خلال الفترة المسائية. وأوضح الشهراني أن هناك منظمات تقوم بتوصيل هؤلاء المتسولين للمواقع وتوزيعهم ويوجد من يراقب لهم عن طريق الجوالات والمتابعة لتبليغهم عند اقتراب إحدى الجهات الأمنية حتى يتمكنوا من الهرب. وأشار إلى أن عدد المتسولين الذين قبض عليهم في عام 1429 بلغ 2868 متسولا وبلغ عدد السعوديين من المتسولين 58 والأجانب 2810 وأغلب هؤلاء من جنسيات أفريقية وبلغت نسبة الإناث 53 والذكور 757. وفي جولة استطلاعية أجرتها "الوطن" في بعض المراكز التجارية والأسواق التقينا بمتسول يجلس عند باب أحد المولات التجارية وبعد محاولات عديدة وافق على الحديث قائلا إنه يأتي دائما لهذا السوق في رمضان مؤكدا أن شهر رمضان بالنسبة له موسم لجمع المال من المحسنين وكان يضع جبيرة الكسور على إحدى يديه, وعندما سألناه عن الجبيرة قال إنه يضعها ليخدع بها الناس محاولة منه للحصول على أموال أكثر. من جهته أكد محمد الصبياني ويعمل حارسا للأمن في سوق شمال جدة إن شهر رمضان يشهد كثرة المتسولين في السوق, وحسب ما يشاهده فهم يستخدمون أساليب مخادعة لاستغلال زوار السوق, مشيرا إلى أنه سبق القبض على شخص يتبع أسلوب مبتكر في التسول بقيامة بارتداء ملابس أنيقة كي يبعد الشبهة حول هويته, ومن ثم يوقف زوار المركز ويطلب منهم تزويد سيارته بالبنزين بحجة أنه قد أضاع محفظة نقوده في السوق فيقدمون له النقود بدلا من البنزين وبعد مراقبة الشخص تم إبلاغ الجهات المختصة وقبض عليه. من جانبها سردت رانيا أكرم وهي مشرفة على صالة رياضية في ناد نسائي حالة غريبة شهدها النادي, تمثلت في قدوم امرأة أفريقية ترتدي ملابس أنيقة ودخولها إلى النادي حيث حاولت التقرب من بعض السيدات ثم طلبت منهن المساعدة. وبعد مراقبة تلك السيدة اتضح أنها تقوم مع اقتراب شهر رمضان وخلال فترة العيد بالتسجيل في النوادي الرياضية ومحاولة التقرب للسيدات والنصب عليهن بمبالغ مالية ثم الاختفاء.