لا تتعجب من عنوان هذه المقالة، نعم أنت تولد بعقل كامل الإبداع وفي أعلى قدراته على التعلم والمعرفة المباشرة وغير المباشرة، ألا تستطيع التذكر كيف عرفت أن النار تحرق وأن الثلج بارد، أنت لا تتذكر على الإطلاق كيف عرفت هذه المعلومة الصغيرة لأنك في الغالب لم تكن تبلغ حينها الرابع من العمر، من أنت حين كنت في سنة الثالثة والرابعة من العمر؟ حتى تعي الخطأ من الصواب والضار من النافع، أنت لا تكاد تنطق بأولى كلماتك إلا وقد بلغت حينها سن الثانية، إذن كيف عرفت؟ لأن عقلك كان على أهبة الاستعداد لتعلم كل ما هو جديد، لماذا تضحك على طفلك أو أحد الأطفال عندما تسأله سؤالا ما يقوم بإجابتك إجابة مضحكة، لأنه يتميز بالقدرة العالية على الخيال والسباحة أشواطا وأشواطا من دون نهاية في بحر أحلامه وخياله المنطقي وغير المنطقي، وأنت تضحك عليه في حين أنه يتعجب من ضحك لأنه كان جادا في الإجابة على سؤالك ويحاول قدر الإمكان تحقيق خياله وأحلامه. ماذا لو كان عقلك الآن في عمرك هذا بنفس قدراته عندما كنت تبلغ الرابعة أو السادسة من العمر، ماذا كنت تستطيع أن تفعل؟ ماذا كنت ستبني أو ماذا كنت ستخترع؟ والسؤال الأهم هو... من كنت ستكون؟ ألبرت اينشتاين أم نيوتن؟ عقليات مبدعة ذكرهم التاريخ من عباقرة العالم، ولكن ما الفرق بينك وبينهم في حين أن لديك نفس قدراتهم العقلية؟ سؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا ونبحث عن الإجابة المنطقية الصادقة حتى نستخرج مواهبنا وقدراتنا الحقيقة المدفونة فينا في سبيل إيجاد موقعنا الحقيقي من هذا العالم، حتى لا نظلم أنفسنا وما أعطانا الله سبحانه وتعالى من قدرات ولنكون أعضاء فعالين في بناء مجتمعنا وحياتنا الشخصية. عبد الله فيصل سروجي جدة