من يظن أن قطر لا مشروع محدداً لها هو واهم، وقناة الجزيرة واحدة من أدوات الهدم والتشهير والإساءة للزعامات القومية والعربية وخلط الأوراق واستخدام كل أساليب التدليس والتآمر والغدر والديماغوجية السياسية سعياً وراء هدف خلخلة الأمن القومي العربي وصنع الفوضى عبر نشر ودعم الإرهاب الذي تكاد قطر هي الدولة الوحيدة التي لم تصبها سهامه أو تتعرض لأية عملية إرهابية من داعش ومشتقاتها طوال سنوات إضافة إلى إيران، هل هي صدفة؟ العرب تقول إن العنز الجرباء يجب عزلها؛ لكي لا تنتقل عدواها، لكن السؤال المطروح الآن حتى لو اعتذرت قطر وتعهدت من جديد بتغيير سلوكها ولبت مطالب الخليج والعرب فمن يصدقها ويثق بها.. فهي لم تترك في قلب شقيق أو صديق مساحة للوثوق بها والقول عفا الله عما سلف. فكلما اشتد الخناق على قطر وتكشفت في كل يوم فضائحها السياسية والرياضية تلجأ إلى أساليبها القديمة في استفزاز الرموز الكبيرة لعلها تجد ثغرة ما لتليين مطالب الدول العربية التي اكتوت بتآمرها وطعناتها لأشقائها بخناجر غدر مسمومة، وهي تحاول مرة أخرى أن ترمي بعضاً مما تبقى في جعبتها البائسة من سهام طائشة نحو قامات عالية استلهمت من تاريخ الأجداد قيم الشهامة والفروسية والتبصر والحكمة لتقول لحكام قطر الخائبين والخائنين توقفوا فلم يعد في قوس الصبر من منزع فقد بلغ السيل الزبى! لتبث قطر آخر سمومها من خلال الفيلم السينمائي الجديد الذي عنونته ب«ما خفي أعظم»، إن حقيقة هذه الرواية غير صحيحة، ولا يمكن لأحد أن يصدق هذه الفبركات السخيفة لنظام الحمدين ومحاولة الانقلاب، فضخامة هذا السيناريو لا تنطبق وحجم قطر، التي جعلوها كأنها نظام كوريا الشمالية ليتم التخطيط لتنفيذ الانقلاب المزعوم، ففي عام 96 كان نظام الحمدين لا يحتاج إلى أسلحة تأتي من مصر، بل يكفي عشرة رجال شجعان يحملون العصي لتنفيذ ما يسمونه الانقلاب. إن حقيقة هذه الرواية المزعومة معروفة، وليس للمملكة العربية السعودية أو دولة الإمارات العربية المتحدة أو البحرين يد فيها، وأنا أتحدى نظام الحمدين أن ينفيا بأن من كشف هذا المخطط هي المخابرات العراقية، وكان مجرد تخطيط من بعض أفراد الأسرة الحاكمة في قطر لم يصل لمرحلة التنفيذ.. قطر اعتمدت على سياسة واحدة تفريق عناصر القوة والجمع في المجتمعات العربية والعمل على تسيد قوى الإرهاب في حلقات صنع القرار في الأقطار العربية، وهي تعلم أو لا تعلم أن هذا المسلك مدمر ويحطم كل مقدرات الشعوب وطموحاتها في التنمية والاستقرار، وهي بهذه الممارسات كمثل الذي يريد أن يتعلم الشعوذة ويجرب إطلاق الجن وتفريقها ومن ثم يحاول تجميعها ويجد نفسه عاجزاً مرة ثانية. قطر وعبر إعلامها المضل والمضلل تريد أن تخلط الأوراق بالكذب والتدليس ومحاولة التهجم على الرموز العربية الكبيرة لأنها شارفت على الإفلاس السياسي والأخلاقي بل وحتى الاقتصادي. الخشية القطرية ليست من المقاطعة أو ما يدعونه بالحصار المضروب عليهم، إنما الخشية من انكشاف هذه الدولة المارقة التي عبثت بأمن المنطقة ومولت الإرهاب لعقدين من الزمن، وتحولت إلى مضخة أموال لكل جماعة تعلن التطرف والتمرد، بل أجزم أن من تابع مسلسل العبث القطري والتآمر على الشعوب والدول الشقيقة والصديقة ونشر الفتن ما ظهر منها وما بطن أصبح على يقين أن هذه الدولة ومن يدير دفة أمورها بدءاً بالحمدين الكبيرين المتواريين عن الأنظار أصبحت فقط لها هواية واحدة هي الاستمتاع بمناظر الدم والتدمير واللعب بالنيران الملتهبة.