على صدر الصفحة الأولى لصحيفة العرب القطرية وضع رئيس تحريرها عبدالله العذبة مانشيتا لافتا (قطر بصمودها أذهلت العالم)، ولا نعلم عن أي صمود يتحدث العذبة أو العشبة المسمومة، فخلال ثلاثة أسابيع من المقاطعة العربية لسياسات حكومته التي صدعت رؤوسنا لسنوات بشعارات التنمية والمنجزات الحضارية انكشفت هذه الدويلة أمام العالم بصورة مفضوحة، فهي لم تتمكن حتى من إنشاء معمل للحليب أو إنتاج الزبادي، بل إن أحد الأصدقاء المقيمين في دوحة قطر كتب أنه لم يعد بوسعه أن يحصل على صحن التبولة في كل مطاعمها وفرغت رفوف محلات التسوق من محتوياتها وشحت الدولارات من مراكز الصرافة، وظهرت قناة الجزيرة التي كانت تصول وتجول وتشتم يمينا وشمالا، وتوزع شعاراتها في الديموقراطية والثورات وكأنها عجوز أنهكتها مرارات السنين، قناة مرتبكة هزيلة تعرض خطاب الأمير ومن ثم تقطعه ولا تعرف ماذا تقول.. أهذه قطر التي أذهلت العالم يا عذبة، فعن أي صمود تتكلم وأنتم عملتم من المقاطعة مناحة ولطما، تبكون فيها حظكم العاثر وتصورون للعالم بأنكم تواجهون حصارا قاسيا، بينما أساطيلكم الجوية والبحرية تجوب السماء والبحار وتمتلكون استثمارات وصناديق سيادية وعقارية وودائع مليارية فمن تخشون؟ الخشية القطرية ليست من المقاطعة أو ما يدعونه بالحصار المضروب عليهم، إنما الخشية من انكشاف هذه الدولة المارقة التي عبثت بأمن المنطقة ومولت الإرهاب لعقدين من الزمن، وتحولت إلى مضخة أموال لكل جماعة تعلن التطرف والتمرد، بل أجزم أن من تابع مسلسل العبث القطري والتآمر على الشعوب والدول الشقيقة والصديقة ونشر الفتن ما ظهر منها وما بطن أصبح على يقين أن هذه الدولة ومن يدير دفة أمورها، بدءا بالحمدين الكبيرين المتواريين عن الأنظار، أصبحت فقط لها هواية واحدة هي الاستمتاع بمناظر الدم والتدمير واللعب بالنيران الملتهبة. يقول أحد قادة فصائل المقاومة العراقية الوطنية التي انطلقت بوجه العدوان الأمريكي، إننا اتصلنا بإحدى الشخصيات القطرية وطلبنا منه الدعم لطالما أنهم يساندون الثوار والمدافعين عن بلدهم بوجه الاحتلال الأمريكي، فطلب منا إثبات أن تقوموا بتصوير عمليتين حديثتين ضد القوات الأمريكية وتوثقانها بالصورة والصوت حتى نتثبت منكم، ويضيف وفعلا بعد نحو شهر أرسلنا لهم شريطا يتضمن عشر عمليات عسكرية، فقالوا تعالوا إلى الدوحة وهناك التقانا ضابط كبير من جهاز المخابرات القطري وشرحنا له أهدافنا بأننا حركة مقاومة وطنية خالصة وهدفنا إخراج المحتل الأمريكي من بلدنا واستعادة السيادة والوحدة الوطنية، وأغلبنا ينتمي للجيش العراقي السابق ومتدربون جيدا على فنون القتال، فرد علينا نحن تأكدنا من صدقية عملياتكم وحجم حضوركم في الساحة وهذا شيء جيد لكننا لدينا شرط واحد عليكم لتمويلكم ودعمكم بكل ما تطلبون وهو اذهبوا وبايعوا الشيخ أبو مصعب الزرقاوي ولكم ما تطلبون؟ بهذه الازدواجية تشتغل ماكنة قطر، عين على العالم الحر تخاطبه قناة الجزيرة الإنجليزية، وقناة اتصال مع الزرقاوي وبن لادن والظواهري والبغدادي والجولاني ومن هم على شاكلتهم من رموز التطرف والقتل والإرهاب. شيئان ساهما في إطالة عمر المسلسل القطري الدامي، الأول وفرة المال والقدرة على الخداع لأطول وقت، أما الثاني صبر وحلم الجيران والأشقاء، فانكشف للناس زيفهم وبدأت فضائحهم من بنك باركليز وأكذوبة التنمية في الدوحة، وكرت السبحة ولن تتوقف. ترقبوا سقوط قطر المدوي قريبا، فهي لم تذهل العالم بصمودها على قول العذبة، إنما ستدهش العالم بقوة سقوطها واندثار مافيا العبث والتخريب والضحك على الناس. [email protected]