قال الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إنه لا يمكن المقايضة على مصير الشعب الفلسطيني ومستقبله بحفنة دولارات. تصريحات شعث جاءت خلال مداخلة مع برنامج بانوراما الذي بثته "العربية" مساء الثلاثاء، وذلك في رده على سؤال عن موقف الفلسطينيين في حال مارست الولاياتالمتحدة ضغوطا بوقف المساعدات عن الجانب الفلسطيني في ضوء قيام الجانب الفلسطيني بالتقدم بطلب لمجلس الأمن الدولي للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة. إشادة بالدعم السعودي وقال شعث في تصريحاته التي أدلى بها عبر الهاتف من واشنطن، إنه حتى إذا قطعت الولاياتالمتحدة المساعدات عن الفلسطينيين فإنه يتعين عليهم التحمل، وكذلك لابد أن تتحمل الأمة العربية وتواصل دعم الفلسطينيين، مذكرا أنه عقب الانتفاضة الثانية في عام 2000 وبناء على طلب العاهل السعودي الملك عبدالله، الذي كان وليا للعهد آنذاك، انعقدت القمة العربية وتعهدت بمساعدات بقيمة مليار دولار للفلسطينيين، قدمت السعودية نصفها. وأشار شعث إلى أن السعودية قدمت أيضا بالأمس مبلغ 200 مليون دولار للسلطة الفلسطينية. مخاوف من قطع المساعدات تأتي تصريحات المسؤول الفلسطيني قبيل أيام من تقدم الفلسطينيين بطلب لمجلس الأمن الدولي للحصول على اعتراف كامل بدولة فلسطينية في الأممالمتحدة، وهو الطلب الذي من المتوقع أن يصطدم بفيتو أمريكي عليه. وتراهن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية على أن اعترافا أمميا بدولة فلسطينية من شأنه أن يعزز الموقف التفاوضي الفلسطيني، أي أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يصحح مسارها التفاوضي على أساس مبدأ دولتين لشعبين كما يكون التفاوض ندياً، وقانونياً، ويضمن اعترافا دوليا بحدود الدولة، فلا تعود فلسطين مناطق أو أراض محتلة أو متنازع عليها وإنما دولة معترف بها، أراضيها محتلة من قبل دولة أخرى وصولا إلى التفاوض حول إقامة الدولة وليس حدودها، وكذلك التفاوض على حل قضية اللاجئين على أساس العودة أو التعويض وفق القرار 194 بدلا من التفاوض على مبدأ الدولة من الأساس. إلا أن خبراء في القانون الدولي يحذرون من أن فشل طلب الاعتراف الكامل بدولة في مجلس الأمن، سيعد خسارة سياسية و دبلوماسية غير مسبوقة للفلسطينيين وهذا سيؤدي الى ضرر معنوي كبير في الأوساط الفلسطينية، التي قد تقع فريسة الإحباط من التوقعات الكبيرة بالحصول على دولة إلى خيبة أمل قد تتفجر في وجه القيادة الفلسطينية. ويهدد الكونغرس الأمريكي بقطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين وهي تتجاوز خمسمئة مليون دولار سنويا، وبذلك قد تتبع دول أخرى النهج الأمريكي في قطع المساعدات في حال حصوله، فيما يكون البحث في حق الفلسطينيين بدولة، كما هو حاصل الآن، مكسبا إعلاميا دبلوماسيا بحد ذاته.