قال العقيد الليبي معمر القذافي إنه على استعداد لخوض معركة طويلة لمحاربة ما وصفه بالقوى المدعومة من الاستعمار حتى لو اشتعلت ليبيا". وأضاف القذافي "إذا اشتعلت ليبيا من الذي يستطيع أن يحكمها؟" وتأتي كلمة القذافي في الذكرى الثانية والأربعين للانقلاب الذي جاء به إلى الحكم فيما أطلق عليه اسم الفاتح من سبتمبر. وبثت الكلمة عبر قناة تليفزيونية اطلق عليها اسم "المقاومة". وقال القذافي في كلمته "إن من يقول إنه يمثل الليبيين فهو دجال لأن الشعب الليبي يحكم نفسه بنفسه حسب قوله"، مضيفا أن قبائل سرت وبني وليد تسانده في معركته. وأصر على رفض الاستسلام قائلا "لسنا نساء حتى نسلم أنفسنا، وإن على الاستعمار أن يدرك أنه ليس بإمكانه حكم الشعب الليبي أو إخضاع قبائلنا". وهذه الكلمة هي الرابعة للقذافي المختبئ منذ دخول القوات المناوئة له العاصمة طرابلس في 20 آب/أغسطس الماضي. يذكر أن عبد المجيد مليقطة منسق غرفة العمليات العسكرية في طرابلس قد صرح بأن القذافي قد فر إلى بلدة بني وليد على بعد 150 كيلو مترا جنوب غربي طرابلس ومعه ابنه سيف الإسلام وصهره رئيس الاستخبارات عبد الله السنوسي. وأضاف مليقطة في تصريح لوكالة رويترز للأنباء إن الثلاثة فروا إلى بني وليد بعد 3 أيام من سقوط طرابلس الأسبوع الماضي. والقذافي وابنه صهره مطلوبون للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. تمديد المهلة من جهته أعلن محمد الزواوي الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي تمديده المهلة الممنوحة أمام القوات الموالية للعقيد معمر القذافي في بلدة سرت لإعلان استسلامها أسبوعا آخر. اعرض الملف في مشغل آخر والمعروف أن سرت هي آخر معاقل القذافي على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وقال الزواوي إن تمديد المهلة التي تنتهي يوم السبت 3 أيلول/سبتمبر الجاري دليل على وجود تقدم في المفاوضات. وكان المجلس الانتقالي قد حذر من هجوم عسكري شامل ما لم تسلم القوات الموالية للقذافي البلدة، إحدى المعاقل القليلة المتبقية للقذافي بعد دخول القوات المناوئة له العاصمة طرابلس. وكان الساعدي ابن القذافي قد اعلن الأربعاء أنه على اتصال بالمجلس الانتقالي للمساعدة في عملية التفاوض لوضع نهاية ل"سفك الدماء" وأن والده يبارك جهوده. لكن في خطوة تدل على الاضطراب في أوساط الدائرة المحيطة بالقذافي دعا شقيق الساعدي سيف الإسلام إلى شن "حرب استنزاف". "بانتظار الاستسلام" وقال مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي إنهم يحاولون إقناع الموالين للقذافي في سرت بأن النظام القديم قد سقط وأنهم سيحظون بمعاملة عادلة إذا ما استسلموا. وتأتي هذه المفاوضات مع فرض حصار على تزويد البلدة بالإمدادات. واضاف الزواوي "لسنا في عجلة من أمرنا لدخول سرت، فليس لها أهمية اقتصادية ولا نريد أن نقدم خسائر مقابل الاستيلاء عليها، وبإمكاننا تقليص الإمدادات والانتظار، لمدة قد تزيد عن أسبوع". وقال مسؤول في المجلس الانتقالي إنه يبدو أن زعماء القبائل قد أدركوا ألا جدوى من التمسك بموقفهم لكنهم لم يقنعوا القوات الموالية للقذافي بذلك بعد.