برزت خلافات بين الثوار الليبيين حول كيفية التعامل مع قوات القذافي المتحصنة في مسقط رأسه سرت، بينما طالبت الولاياتالمتحدة، فرنسا، وقطر المجلس الانتقالي الليبي لبدء عملية مصالحة وطنية وتجنب الأعمال الانتقامية. واختتم المؤتمر الدولي لرسم خارطة طريق ليبيا الجديدة اجتماعاته في باريس بالموافقة على الإفراج عن 15 مليارا من الأموال الليبية المجمدة. وأعلن المتحدث باسم الثوار في بنغازي محمد الزواوي أن المهلة التي حددوها للقوات الموالية للقذافي للاستسلام والتي تنتهي غدا (السبت) مددت أسبوعا. وقال الزواوي «أعطيناهم أسبوعا إضافيا. وسرت ليست هدفا استراتيجيا إلى حد يبرر المسارعة للسيطرة عليها». إلا أن المكلف بالشؤون العسكرية في المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي عمر الحريري نفى ذلك. وقال: الأمر غير دقيق ولا أعتقد أنه سيتم أي تمديد، مشيرا إلى أنه تحدث مع عدد من أعضاء المجلس وأكدوا عدم بحث مهلة جديدة. ومن جانبه قال وزير الداخلية في المجلس الانتقالي أحمد ضراط في رد على سؤال في هذا الشأن «لست على اطلاع، لكن إذا حدث ذلك فسيكون فيه حرص على الليبيين وسيؤدي إلى حقن الدماء». ووصف خطاب القذافي الذي قال فيه إنه مستعد لخوض معركة طويلة حتى لو اشتعلت ليبيا ب «البائس واليائس». وردا على سؤال حول شائعات عن سيارات مفخخة يستعد موالون للقذافي لنشرها في العاصمة طرابلس، قال: نحن على استعداد لمعالجة هذه الأمور. وكان القذافي المتواري عن الأنظار منذ سقوط طرابلس قال في كلمة مسجلة بثتها قناة الرأي أمس «إذا أرادوا معركة طويلة فلتكن معركة طويلة. إذا اشتعلت ليبيا من يستطيع أن يحكمها؟ فلتشتعل». كما دعا القذافي البارحة في رسالة صوتية أخرى عبر قناة «الراي» أنصاره إلى الاستعداد لحرب عصابات. وقال «أيها الليبيون رجالا ونساء استعدوا لمقاومة الاستعمار كما فعل أجدادكم، استعدوا لحرب طويلة فرضت عليكم لا يستطيع الاستعمار أن يخوضها على المدى الطويل». وفي المؤتمر الدولي المنعقد في باريس لوضع خارطة طريق لليبيا الجديدة بعد القذافي دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المجلس الانتقالي إلى السعي من أجل المصالحة لا الانتقام بعد انتصارهم على معمر القذافي. وقالت كلينتون إن الفوز في الحرب لا يضمن الفوز بالسلام بعد ذلك. وما يحدث في الأيام القادمة سيكون حاسما، وفي ذات المنحى، طالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السلطات الليبية الجديدة إلى القيام بعملية مصالحة وعفو. وقال ساركوزي إن «المشاركين في المؤتمر يطلبون من المجلس الانتقالي الالتزام بعملية مصالحة وعفو استرشادا بالأخطاء التي تم ارتكابها في الماضي في بلدان أخرى. وأشار إلى أن مؤتمر أصدقاء ليبيا وافق على الإفراج عن 15 مليار دولار من الأموال الليبية المجمدة. ودعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني المجلس الانتقالي الليبي إلى العمل على منع حصول أعمال انتقام بعد تسلمهم السلطة في ليبيا. ومن جانبه، دعا رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل، الليبيين إلى تحقيق الوعد الذي قطع للمجتمع الدولي، أي «الاستقرار والسلام والمصالحة». وقال عبدالجليل لدى ختام المؤتمر في رسالة إلى الشعب الليبي: لقد راهنا عليكم والمجتمع الدولي راهن عليكم. كل شيء بين أيديكم لتحقيق ما وعدنا به: الاستقرار والسلام والمصالحة. داعيا إلى التسامح والصفح.