أعلنت القوات الأمنية اليمنية أنها سيطرت على مدينة لودر الواقعة بمحافظة أبين، بعد أيام من القتال المتواصل مع عناصر على صلة بتنظيم القاعدة، كانوا قد نصبوا كمائن أدت لمقتل عدد من الجنود، مشيرة إلى أن المعارك التي شهدتها المدينة انتهت بمقتل 18 مسلحاً متشدداً. واتهمت صنعاء عناصر من قوى ما يعرف ب"الحرك الجنوبي" بالمشاركة في المعارك إلى جانب القاعدة، ولكنها تعهدت بأن "تكسر ظهر تنظيم القاعدة" في المنطقة وحذرت من وصفتها ب"العناصر الانفصالية" من المشاركة في المواجهات. ونقل موقع 26 سبتمبر الحكومي اليمني عن مصدر أمني لم يكشف اسمه قوله: "أجهزة الأمن مصممة على كسر ظهر تنظيم القاعدة في المديرية وتطهيرها من عناصر التنظيم التي اتخذت من هذه المنطقة مأوى لها." وشدد المصدر على أن أجهزة الأمن "لن تسمح لعناصر القاعدة أو أية عناصر تخريبية متحالفة معها بجعل المنطقة بؤرة للأعمال الإرهابية والتخريبية،" مؤكدا بأن المنطقة "لن تكون إلا مصيدة سهلة لمثل هذه العناصر أو لكل من يفكر منها الوصول إلى مدينة لودر لنجدة زملائهم الإرهابيين المحاصرين منذ أيام." وحذر المصدر تلك العناصر قائلا :"أي عناصر ستفكر في ذلك فإنها ستلقى نفس المصير المحتوم الذي لقيه زملاؤهم من العناصر الإرهابية خلال المواجهات التي جرت معها خلال الأيام الماضية، ولقنتهم أجهزة الأمن ومعها أبطال القوات المسلحة بالتعاون مع المواطنين الشرفاء درسا لن ينسوه." وذكر المصدر أن الأجهزة الأمنية عثرت في تلك منازل اقتحمتها بالمدينة على عدد من قذائف "آربي جي" والأسلحة والذخائر والقنابل، ولفت إلى أن بعض الوجهاء يبذلون الجهود لإقناع ما تبقى من العناصر المتمرسة في بعض المنازل ببعض الأحياء السكنية في مدينة لودر بتسليم نفسها لأجهزة الأمن. ونسب الموقع إلى "مصادر محلية في لودر" القول بأن من جرى وصفهم ب"عناصر انفصالية تخريبية خارجة على النظام والقانون" تقاتل إلى جانب تنظيم القاعدة في مواجهة قوات الأمن بمديرية لودر. وأكدت المصادر أن أحد العناصر الانفصالية، ويدعى ناصر حويدر يقود مجموعات مسلحة من العناصر لمساندة القاعدة. من جانبه، أشار الموقع الرسمي لحزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن إلى أن وزارة الداخلية وجهت بملاحقة جرحى عناصر تنظيم القاعدة والذين تم نقلهم من مديرية لودر إلى مستوصفات طبية في مكيراس وشبوة، مؤكدة على أهمية فرض رقابة على المستشفيات في المحافظات المجاورة لضبط المصابين. ونقل الموقع عن مصدر أن عناصر القاعدة "تعاني من حالة انهيار في ظل الضربات القاسية والموجعة التي تلقتها من الأجهزة الأمنية في لودر وإن أعداداً كبيرة منهم واقعين تحت الحصار المفروض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية ويجري التعامل معهم لإجبارهم على تسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية." وكانت وزارة الداخلية اليمنية قد أعلنت الجمعة مقتل 11 جندياً بكمين في محافظة أبين، نصبته عناصر من تنظيم القاعدة، في دفع القوات المسلحة اليمنية إلى توجيه تعزيزات للموقع، لتندلع بعدها الاشتباكات في لودر.