وكالات: اتفقت المعارضة اليمنية مع الحزب الحاكم على توزيع الحقائب في حكومة الوفاق الوطني ما يُمهّد لولادة وشيكة للحكومة التي ستُدير المرحلة الانتقالية، لكن هذا المؤشر السياسي الإيجابي ترافق مع تصعيد دام في تعز (جنوب صنعاء) حيث قتل 13 شخصاً بينهم خمسة جنود. وأكدت المعارضة اليمنية أمس الخميس أن تشكيلة حكومة الوفاق التي سيترأسها القيادي المعارض محمد سالم باسندوة ستبصر النور السبت أو الأحد. وقال المتحدث باسم أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة البرلمانية) محمد قحطان: لقد تم الاتفاق مع الحزب الحاكم على توزيع الحقائب وسيكون التشكيل سهلاً جداً جداً. وأشار إلى أن التشكيلة مع الأسماء ستُعلن السبت وكحد أقصى الأحد. وذكر قحطان أن المعارضة اختيرت بالقرعة لتشكيل قائمتي حقائب "أ" و"ب" فيما قام الحزب الحاكم باختيار القائمة "أ" وبقيت القائمة الاخرى للمعارضة. وبحسب قحطان، فإن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حصل على حقائب الدفاع والخارجية والنفط والاتصالات والخدمة المدنية. أما المعارضة فحصلت على حقائب الداخلية والمالية التخطيط والتعاون الدولي، والإعلام وحقوق الإنسان. وأكد قحطان أن مبدأ الاتفاق ينص على ألا يرفض أي من الطرفين الأسماء التي يختارها الطرف الآخر لحقائبه، لذا سيكون التشكيل سهلاً جداً جداً على حدّ قوله. وقال مصدر يمني معارض أمس الخميس إنه تم التوصل الى اتفاق بين المعارضة والحزب الحاكم على توزيع الحقائب في حكومة الوفاق الوطني التي ستشكل بموجب اتفاق انتقال السلطة. ويتعيّن الآن على المعارضة الممثلة بالمجلس الوطني والحزب الحاكم أن يُسميّا وزراءهما للتشكيلة الوزارية. ومن المتوقع أن تعقد المعارضة غداً الجمعة اجتماعاً لبّت مسألة الأسماء. وتنص المبادرة التي وقعت في 23 نوفمبر على ان تشكل حكومة الوفاق الوطني مناصفة بين المعارضة والحزب الحاكم في غضون 14 يوماً من التوقيع. وبحسب المبادرة الخليجية، تقوم حكومة الوفاق الوطني بادارة الفترة الانتقالية مع نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي يفترض ان يتم انتخابه بالتوافق رئيسا للجمهورية في إطار انتخابات مبكرة تنظم في غضون تسعين يوماً من التوقيع على المبادرة الخليجية لانتقال السلطة. وترافق الاتفاق على الحقائب الذي يدل على المضي قدماً في تنفيذ المبادرة الخليجية، مع تصعيد دام في مدينة تعز التي باتت تعد النقطة الساخنة في اليمن ورأس الحربة في المواجهات بين القوى المعارضة التي يحمل بعضها السلاح والقوى المدنية والعسكرية الموالية للرئيس صالح. وأعلنت مصادر طبية وأخرى أمنية أن 13 شخصاً قتلوا بينهم خمسة عسكريين الخميس في تعز حيث قصف الجيش عدة احياء يسيطر عليها مسلحون قبليون. وقال مسؤول أمني إن "خمسة جنود قتلوا وأُصيب 15 آخرون في اشتباكات" عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصواريخ في غرب تعز. وذكرت المصادر نفسها أن المسلحين المعارضين دمّروا دبابة للجيش كانت متمركزة قرب مقر قيادة شرطة المرور. وصرح مصدر طبي بأن خمسة مدنيين وثلاثة مقاتلين قتلوا في المعارك، مشيراً الى جرح حوالى ثلاثين شخصاً بين المدنيين والمسلحين. واندلعت المعارك ليلاً وتكثفت عندما حاولت قوات موالية للرئيس علي عبدالله صالح اقتحام المدينة بعد أن كانت تتمركز عند أطرافها الغربية. وقال سكان: إن الجيش حصل على تعزيزات بالرجال والعتاد ويُحاول استعادة السيطرة على أحياء المدينة التي تبعد 270 كلم جنوب صنعاء. وأكد شهود أن دبابات الكتيبة الثالثة والثلاثين المنتشرة في محيط المدينة تُحاول دخولها من الغرب وتُواجه مقاومة ضارية. وأوضح سكان أن القوات الموالية للرئيس صالح قصفت بالدبابات عدة احياء من تعز وكل الطرق المؤدية الى المدينة مقطوعة. وياتي ذلك بالرغم من التوقيع على اتفاق نقل السلطة الذي يشمل خصوصا رفع المظاهر المسلحة من خلال تشكيل لجنة عسكرية خاصة، إلا أن هذه اللجنة لم تُشكّل بعد. وحذر مسؤولين في معسكر الرئيس وفي المعارضة على حد سواء من هشاشة الأمن ومن إمكانية انفجار الوضع في أي لحظة، لا سيما في تعز. وردًّا على الأحداث في تعز، أكد المجلس الوطني الذي يُمثل المظلة الأكبر لائتلاف قوى المعارضة في اليمن ان الأحداث في تعز تشكل "اختراقاً خطيراً لمبادرة مجلس التعاون الخليجي وانتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي". واعتبر بيان المجلس أن "الدفع المحموم لهذا التصعيد ياتي للتعطيل المتعمّد للوفاق الوطني وعرقلة عمل الحكومة المزمع اعلانها خلال الأيام القليلة المقبلة". ودعا المجلس الى "الوقف الفوري للحملات العسكرية على تعز والمناطق الاخرى وإجراء تحقيق فوري ومساءلة ومحاسبة الضالعين في تلك الأعمال الإجرامية". كما دعا المجلس "للإسراع بالإعلان عن تشكيل اللجنة العسكرية وفقاً للمبادرة الخليجية من أجل ايقاف الأعمال العسكرية والمسلحة التي تُهدّد حياة المواطنين". وأفات مصادر محلية بأن قوات اللواء 33 المرابطة على مشارف المدينة تلقت في اليومين الأخيرين تعزيزات بالدبابات والرجال من الجيش في محافظة لحج الجنوبية.وأفادت المصادر بأن القصف الذي طال أحياء الروضة والمسبح في تعز ليل الأربعاء - الخميس تسبّب بأضرار مادية كبيرة.